السويد: دورة المسار السريع للمعلمين خطوة في الطريق الى ترخيص المهنة
تعاني سوق العمل السويدية من نقص بالمعلمين المؤهلين، وفي محاولة لسد هذا النقص وتمكين القادمين الجدد من سرعة ترسيخ أنفسهم في سوق العمل بدأت هذا الاسبوع في جامعة ستوكهولم دورة اخرى ضمن مشروع المسار السريع للحاصلين على تأهيل علمي أو خبرة في التدريس من بلدانهم.
منذر العلي معلم لغة عربية يسكن في نيشوبنغ ويشارك في الدورة تحدث عن أهمية ما يقدمه المسار السريع بالنسبة لمعلم قدم الى السويد من بلد آخر ويرغب بدخول سوق العمل السويدية:
مهم كثيراً لأن ثمة فرق كبير بين طرق التعليم المتبعة في سوريا وهنا في السويد. لم أكن أعلم كثيراً حول بنية النظام التعليمي في السويد واليوم مثلاً تعرفنا أكثر على نظام المدرسة السويدية وأنواع المدارس، يقول منذر العلي.
في نهاية ديسمبر كانون الثاني 2015 التحق نحو 53 ألف شخص في برنامج الترسيخ للقادمين الجدد، منهم 1900 معلم ومعلمة وغالبيتهم من معلمي المرحلة الاساسية والثانوية، وفقاً لمكتب العمل السويدي.
وقد شهدت السنوات القليلة الماضية نقصاً في المعلمين والتربويين المؤهلين في السويد ومن المتوقع أن يزداد الطلب على بعض الفئات من المعلمين في السنوات المقبلة أيضاً مع تزايد عدد الطلاب في التعليم الاساسي والثانوي.
دورة المسار السريع تستهدف في المقام الأول القادمين الجدد الذين سلموا وثائق التخرج من بلدانهم وتمت معادلتها من مجلس الجامعات السويدية. الدورة التي مدتها 26 اسبوعاً تُنظم في جامعات ستوكهولم ويوتيبوري وينشوبينغ ومالمو وأوميو وأيضاً أوريبرو.
عُريب قمحاوي محاضرة في جامعة ستوكهولم وأحد القائمين على الدورة تقول بأن المسار السريع هو خطوة لاختصار الطريق الى رخصة المعلم.
دورة المسار السريع تختصر الطريق الى رخصة مزاولة مهنة التدريس في السويد، الهدف الفعلي هو الوصول الى رخصة المعلم، تقول عُريب قمحاوي.
عن طريق دورة المسار السريع يتمكن القادمون الجدد الحاصلون على تأهيل علمي أو خبرة في حقل التربية والتعليم من الخروج في وقت مبكر الى الميدان التعليمي في المدارس الأساسية والتمهيدية والحضور كمستمعين ومراقبة سير العملية التعليمية عن قرب. قد يحصل البعض منهم على تدريب وظيفي أو عمل مؤقت كمساعدين لمعلمين وهو ما يزيد من فرص حصولهم على عمل ثابت في المستقبل.
رغدة جرجس مشاركة في دورة المسار السريع في جامعة ستوكهولم، عملت في بلدها معلمة في المرحلة الأساسية تسكن في سوديرتاليه وتقول إنها متحمسة للغاية تجاه التدريب الميداني في المدارس:
-متحمسة كثيراً، بدون تدريب عملي لن نتعلم شيء، قد يكون هناك فرق في أسلوب التعامل وطرح الفكرة وتوصيلها للطالب بين ما هو عليه في بلادنا والسويد حيث يوجد متسع من الحرية، تقول رغدة جرجس.
المعلمون المشاركون في مشروع المسار السريع يتلقون الترحيب من زملائهم في المدارس السويدية أثناء التدريب الميداني في المدراس. المُحاضرة في جامعة ستوكهولم عُريب قمحاوي تحدثنا عن ذلك:
تجاربنا تفيد بأن المدارس تقدر كثيراً وترحب بطلبة المسار السريع، وينظرون إليهم كموارد للمدرسة السويدية ويعاملونهم كزملاء مهنة وليس كمتدربين، لأنهم يمتلكون الخبرات. وقد قيل لنا بأن بعض الطلبة أظهروا طرقاً تعليمية اخرى كانت محل تقدير كبير لاسيما في الرياضيات. تقول عريب قمحاوي.
بلغ إجمالي عدد المشاركين في دورات المسار السريع في الفترة ما بين يناير/ كانون اول 2016 ومارس / آذار 2017 في الجامعات الست 764 معلم ومعلمة، وفقاً لمكتب العمل السويدي. وفي مارس /آذار من هذا العام كانت نسبة الحاصلين على نوع ما من العمل من بين المشاركين في دورات المسار السريع للمعلمين 38 بالمئة، مع الأخذ بالاعتبار بأن التدريس ضمن المهن التي تتطلب ترخيص مزاولة وقد يستغرق ذلك وقتاً طويلاً.
علي المصطفى معلم رياضيات يسكن في ليدينجو أتم دورة المسار السريع منذ شهرين، يتحدث عن تجربته في التدريب الميداني في المدرسة.
كان التدريب الميداني في منطقتي في ليدينجو، حضرنا دروس رياضيات مع الطلبة وراقبنا كيف يتفاعلون مع الدرس ويمارسون حقهم في ابداء الرأي، كما شاركت في مساعدة المدرس وحل بعض التمارين مع الطلاب، يقول علي المصطفى.
يضيف المصطفى بأنهم الانسجام مع طاقم التدريس كان جيداً، وقد وجد بأن الاعتماد على المدرس ليس كلياً في المدارس السويدية بل إن الطالب هو الذي يبحث عن المعلومة.
اتمام دورة المسار السريع لا تعني نهاية المطاف، فالهدف الأساسي منها هو التمهيد للحصول على رخصة مزاولة مهنة التدريس، لكن البعض يتوقفون بمجرد حصولهم على وظيفة مؤقتة في مدرسة. وينبغي على الراغبين في الحصول على رخصة مزاولة المهنة والحصول على وظيفة ثابتة الالتحاق ببرنامج تأهيل تكميلي للمعلمين الأجانب.
المحاضرة عُريب قمحاوي تتحدث عن الخطوة التالية بعد دورة المسار السريع بالقول:
الخطوة التالية هي البرنامج التكميلي لتدريب المعلمين الأجانب، اولف وهو مخصص للمعلمين المؤهلين من جميع البلدان ولغة المحاضرات فيه هي السويدية، تقول عُريب قمحاوي.
البرنامج التكميلي لتدريب المعلمين الأجانب (ULV) مدته أربعة فصول دراسية بدوام كامل ويعادل 120 نقطة، وينبغي على المتقدمين اجتياز اللغة السويدية كلغة ثانية المستوى الثالث، يتم تحديد مدة هذا التدريب التكميلي للحصول على رخصة مزاولة مهنة التدريس اعتماداً على طول خبرات المعلمين ونوعية مؤهلاتهم الدراسية.
علي المصطفى يتحدث عن خطته المستقبلية بمواصلة دراسة اللغة والدراسة التكميلية للمعلمين في الجامعة للحصول على رخصة معلم رياضات:
خططي في المرحلة الحالية هي دراسة اللغة السويدية 3، ومن ثم الالتحاق ببرنامج الدراسة اولف، البرنامج التكميلي للمعلمين الأجانب، وبعدها سأتقدم للحصول على رخصة التدريس في السويد، يقول علي المصطفى.
راديو السويد