بلجيكا: صعود اليمين المتطرف يزعزع المشهد السياسي في البلاد
بروكسل – أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية البلجيكية تقدماً غير مسبوق لحزب الفلامز بلانغ (الفلامانيون أولاً)، في شمال البلاد الناطق بالهولندية وذلك على حساب الأحزاب التقليدية.
ويعتبر الفلامز بلانغ من أكثر الأحزاب اليمينية تطرفاً في بلجيكا، فبالإضافة إلى عدائه الشديد للمسلمين والمهاجرين، يسعى هذا الحزب إلى تقسيم البلاد وفصل القسم الشمالي عن الجنوب الناطق بالفرنسية، كما أنه من المشككين بالمشروع الأوروبي.
وحصل هذا الحزب على 13.40% من أصوات الناخبين ما سيؤمن له 18 مقعداً في البرلمان الفيدرالي القادم، بزيادة قدرها 15 مقعداً عما كان عليه الحال في الدور التشريعي 2014-2019.
أما حزب التحالف الفلاماني الجديد، ويعرف بتطرفه هو الآخر، وكان مشاركاً في الائتلاف الحكومي خلال السنوات الخمس الماضية، فقد سجل تراجعاً طفيفاً، لكنه لا يزال يحظى بنسبة 18.18% من أصوات الناخبين، ما يعني أنه سيحتل 25 مقعداً في البرلمان الجديد بتراجع قدره 8 مقاعد.
وتزامنت الانتخابات التشريعية في بلجيكا مع الانتخابات المحلية والبرلمانية الأوروبية.
كما سجل حزب العمال البلجيكي (توجه ماركس)، تقدماً هاماً، إذ أنه سيحصل في البرلمان الفيدرالي القادم على 10 مقاعد بدل ثلاثة خلال الدور التشريعي الماضي.
وسجلت مجموعة الخضر (أنصار البيئة) بشقيها الفرانكوفوني والفلاماني، تقدماً هاماً سيمح لهما باحتلال 21 مقداً في البرلمان القادم.
أما الأحزاب التقليدية مثل الليبراليين والاشتراكيين والديمقراطيين المسحيين، فقد سجلت جميعها تراجعاً على المستوى الفيدرالي بنسب متفاوتة.
وأمام هذا المشهد المعقد، بات من الصعب الحديث عن إمكانية تشكيل تحالف حكومي، بسبب عدم قدرة الأحزاب المختلفة على الحصول على أغلبية 75+1 مقعداً من أصل 150 مقعد.
وتعليقاً على الأمر، وصف الأكاديمي البلجيكي باسكال ديلويت، الوضع بـ”غير المسبوق”، مشيراً الى أن الخطوط الحمراء والشروط التي وضعتها بعض الأحزاب للدخول في تحالف حكومي، تبدو متناقضة.
وخلص ديلويت الى القول: “نحن أمام أزمة مؤسساتية طويلة الأمد، فالبلاد تبدو حالياً غير قابلة للحكم”.