ماكرون يؤكد بأن كل ما يرغب به هو إنهاء ولايته الرئاسية بنجاح
يوروتايمز / منذر المدفعي
أفتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمته هذا اليوم بخطاب قصير ركز على حركة السترات الصفراء التي وصفها بأنها "حركة يغلب عليها العنف الاجتماعي" كما أشار بأن الدولة قبل كل شيء عليها أن تؤمن عودة "النظام وإحلال الآمان" في البلاد" كما حاول أن يذكر بأنه لا يرغب بأن تتسبب الخروقات الأمنية التي يرتكبها البعض "بالتأثير على المطالب المبررة والشرعية من قبل البعض الآخر".
تناول ماكرون مرحلة "الحوار الوطني" بخطاب مستفيض ليشير بالتالي بأنه من خلال تلك النقاشات "تعلم الكثير" لكنه لا يسمح بترك "الكراهية تتغلب على بقية المشاعر". أكد ماكرون بأنه يخشى بأن يتغلب هذا الأحساس على التيارات والمبادىء السياسية التي تعزز من وجود الدولة.
وصف ماكرون خلال حواره مع الصحفيين الذين التقى بهم في صالة الاحتفالات في قصر الأليزيه بأن من يسعى لعرقلة المشاريع التقدمية هم "المتمسكون بالجذور" وبالتالي لم يحاول التقليل من شأنهم هذه المرة إلا أنه أكد على ضرورة "التقدم إلى الأمام" دون ترك الجذور تعرقل حركة المجتمع.
لم ينس ماكرون تناول المطلب الأساسي للسترات الصفراء وهو التحول إلى الديمقراطية المباشرة بدلا من الديمقراطية التمثيلية التي من خلالها تمكنوا من التشكيك بالنظام الفرنسي الذي اعتبروه لا يمثل الشعب. أكد ماكرون بأن الشعب الفرنسي يتم تمثيله بشكل عادل عبر البرلمان الفرنسي وبالتالي لايمكن التشكيك بدور الشعب في إدارة الدولة إلا أنه مع ذلك سيسعى إلى منح "الحكام المحليين" وهم عمدة المدن ورؤساء البلديات سلطات أكبر وأوسع كي يتمكنوا بمساعدة سكان مدنهم من توجيه تلك الأحياء وفق الأسلوب الذي يلائمهم.
إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس الفرنسي ماكرون من التركيز على نقطة أكثر أهمية وهي "شعور المواطنة. يجب أن نعيد إحياء الالتزام . نحن أمة مواطنة وهذا من الأعمدة الأساسية في البلد. أما الحكومة فأنها ملتزمة بتقديم السياسة والمقترحات التي تحافظ على وحدة النسيج الاجتماعي".
وبالتالي تأكيده على ضرورة القيام بالدور الملقى على عاتق كل فرد في الدولة الفرنسية منحه مبررا للتعبير عن رفضه القاطع لتبني مشروع إدخال القوائم البيضاء خلال التصويت لأنه إعتبر ذلك التصرف هو "عدم القدرة على الاختيار في لحظة تحتم على الناخب أن يتقدم باختياره".
أما القرار الأكثر أهمية فهو تأكيد ماكرون على عدم اهتمامه بالانتخابات الرئاسية المقبلة وكل ما يرغب به هو "إنهاء الولاية الرئاسية بنجاح".
وبما يتعلق بملف الهجرة أشار ماكرون إلى اهتمامه بملف الهجرة إلا أن هذا الموضوع الحساس يتطلب نقاشا سنويا في البرلمان الأوروبي لمتابعة شؤون المهاجرين وكذلك ظروف الدول التي تستقبل موجات الهجرة وهذا أيضا يدعو إلى اعادة النقاش بشأن فضاء الشينغن.
في معرض رده على الأسئلة أشار ماكرون بضرورة زيادة ساعات العمل التي سوف تمنح فرنسا وكذلك الطبقة العاملة مصدر دخل اضافي يقوي من مكانة البلد الاقتصادية على المستوى العام ويعزز من الدخل الشهري للعمال على المستوى الفردي وبما يخص رفع سن التقاعد فأنه يؤكد بأن هذا الأمر "سيكون خيارا شخصيا لمن يرغب بالاستمرار أكثر في العمل". إلا أن المطمئن في الأمر هو أعلانه بشأن "الحد الأدني للتقاعد الذي سيبلغ 1000 يورو".
وفي ختام لقائه مع الصحفيين هذا اليوم أشار ماكرون إلى شعوره بالندم لقيامه بتوظيف ألكسندر بن علاء في قصر الأليزيه إلا أنه أكد عدم علمه بكل الخروقات القانونية التي ارتكبها وبالتالي أشار إلى أن الآليزيه لم يسع بتاتا إلى حمايته.