هنا اوروبا

“سوف يقتلوني بالرصاص”: ماكرون مرعوب من السترات الصفراء

تحت العنوان أعلاه، كتب ليفون آروتيونيان، في "غازيتا رو"، حول الوضع في فرنسا، وشعور الفرنسيين بخيبة الأمل في رئيسهم وكونه أجنبيا أكثر مما هو فرنسي.

وجاء في المقال: خرج الفرنسيون، للمرة الخامسة عشرة، للمشاركة في احتجاجات "السترات الصفراء".. اليوم، لا تقتصر مطالب "السترات الصفراء" على الإصلاحات الاجتماعية الاقتصادية فحسب، إنما هي تطالب بتغييرات سياسية في البلاد، بما في ذلك استقالة الرئيس. فيما تعكس الاحتجاجات خيبة أمل الفرنسيين في شخصية ماكرون نفسه.

فقد استاء الفرنسيون من سياسات التشدد الاقتصادي لرئيس الدولة الشاب، الذي مرر عددا من القوانين التي تقيد حقوق الشغيلة. انتخبت فرنسا رئيسها أملا بمواصلة مسيرة الديمقراطية الاجتماعية، فحصلت على تابع للتاتشرية.

"خرج ماكرون من عالم تهيمن عليه الفكرة الأمريكية عن السعادة، والنجاح الفردي، والتماسك الاجتماعي والوئام-  كتب الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه عن رئيس الدولة- إنه نتاج النهج الأمريكي للحياة، أي أولوية الفرد على البرنامج، والتواصل على الأيديولوجيا، والمعارك التلفزيونية على صراع الآراء، والصورة على الأفكار". وهكذا يكون ماكرون، بالنسبة للفرنسيين، أجنبيا أكثر مما هو زعيم وطني.

وها هو ماكرون يجد نفسه مجبرا على التصريح بأخطائه أمام الصحافيين. يعترف رئيس الدولة بأنه قلّل من شأن حركة "السترات الصفراء"، ظانا بأن عدد المتظاهرين سيكون أقل بكثير.

وهكذا، فانطلاقا من شعورهم بأنفسهم قوة سياسية، يأمل عدد من ممثلي "السترات الصفراء" في الحصول على تمثيل في البرلمان الأوروبي في الانتخابات الأوروبية في الـ 26 من مايو القادم.

ومن الملفت أن "السترات الصفراء" تخدم خصم ماكرون الأهم، مارين لوبان، فشعبيتها تزداد. وفقا للمعهد الفرنسي للرأي العام (IFOP) ، هناك اليوم 30% مستعدون للتصويت للرئيس الحالي، مقابل 27٪ لـ لوبان.

إنما لدى ماكرون الكثير من الوقت حتى الانتخابات القادمة لتصحيح الوضع. السؤال هو هل تعلّم كيف يسمع أصوات الفرنسيين؟ فقد نشرت "لوفيغارو" قول ماكرون لأقاربه حول النتائج المحتملة لتساهله مع المتظاهرين: "سيقتلونني، ربما بالرصاص، لكن لا (لن أقدّم) شيء أكثر، أبداً".

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

 

RT

زر الذهاب إلى الأعلى