ظاهرة زواج اللاجئين من أوروبيين… الأسباب والدوافع
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اجتماعية بين اللاجئين العرب في الدول الأوروبية، حيث أقدم العديد منهم على الارتباط بأجنبيات أكبر منهم سنا.
وأعلن المعهد الوطني الفرنسي للاحصاء "Insee"، مستشهدا ببيانات لعام 2015 أن أكثر من ربع الزيجات في فرنسا وحوالي 7 في المئة منها في المانيا مختلطة.
ووفقا للاحصائيات فإن الزواج بين الفرنسيين والأجانب في ارتفاع ملحوظ خلال نصف القرن الماضي.
وسلطت سبونتيك الضوء على عدد من حالات الارتباط التي ضجت بها وسائل إعلام خلال الأشهر الأخيرة:
شاب فلسطيني يقرر الارتباط بمدرسته السويدية
أثارت قصة حب جمعت شابا فلسطينيا في الثلاثينيات من عمره مع مدرسته السبعينية بلبلة واستهجانا في الشارع السويدي لتصبح الشغل الشاغل لهذا البلد الاسكندنافي الذي احتضن في السنوات الأخيرة أعدادا كبيرة من اللاجئين والمهاجرين وبخاصة العرب منهم.
أغرم الشاب الفلسطيني حمزة دحلاس البالغ من العمر 36 عاما بمعلمته للغة السويدية سايمنسون، صاحبة الـ79 عاما، واستمرت علاقة الحب ثلاث سنوات، إلا أن السلطات السويدية رفضت تثبيت عقد زواجهما لعدم امتلاك حمزة اللاجئ الفلسطيني للأوراق الثبوتية اللازمة، بالإضافة للمشككين بطبيعة هذه العلاقة، بسبب الثروة التي تمتلكها المعلمة السويدية، كونها تنتمي لعائلة ثرية من جهة و كون حمزة لايملك تصريح إقامة في الوقت الذي يرفض فيه مجلس الهجرة منحه تصريح الإقامة، بحجة عدم إمتلاكه لجواز سفر ساري.
إلا أن الثنائي العاشق ينتظر تثبيت زواجه بعد علاقة استمرت لثلاث سنوات.
شاب تونسي يغرم بسيدة تكبره ب 21 عاما
أثارت قصة حب، جمعت لاجئا تونسيا بسيدة ألمانية تكبره بـ21 عاما، المجتمع الألماني.
وتعرفت الألمانية منى صاحبة الـ45 عاما والتي تعمل في الخدمة الأمنية لأحد مراكز اللاجئين في مانهايم، على التونسي حمزة رزغي صاحب الـ24 عاما في مركز اللجوء.
ووفقا لصحيفة "بيلد" الألمانية أكدت منى بأنها أغرمت بابتسامة وعيني الشاب، قائلة بأنه كان يختلف عن الموجودين في مركز اللجوء.
إلا أن هذه العلاقة جعلت منى تدفع ثمنها غاليا، حيث فقدت وظيفتها بحكم وجود قانون يمنع دخول العاملين في المركز مع اللاجئين بعلاقات، بالإضافة لقطع أبنائها اللذان يبلغان من العمر 22 و 25 عاما العلاقة معها.
ويواجه طلب الثنائي من أجل الزواج مشاكل، تتمثل في عدم امتلاك حمزة لجواز سفر.
إلا أن الزواج من الاجانب لم تقتصر فقط على الشباب فقط وانما قامت النساؤ العربيات بالارتباط من مواطنين أجانب.
————————————————————————-
لاجئة سورية تتزوج من رجل ألماني
تزوجت اللاجئة السورية سماح الجندي البالغة من العمر55 سنة، من الألماني كلاوس فارنر بفاف 62 عاما
ووفقا للموقع الإخباري "دويتشه فيليه" وصلت سماح الجندي إلى ألمانيا وحدها في عام 2015 وعاشت في مأوى للآجئين وهناك قابلت زوجها الحالي الألماني في فصول تعلم اللغة السويدية، حيث كان يساعد المهاجرين الجدد.
وعقد زواجهما مدنيا بعد 6 اشهر من تعارفهما، إلا أن عائلتها رفضت هذا الزواج وقام إخوتها بقطع علاقتهم معها كليا.
وتعمل سماح كناشطة اجتماعية في مجال الاندماج وتعمل كمرشدة في متحف فريدلند.
آراء الخبراء
وفي حديث خاص لوكالة "سبوتنيك" أكد نائب رئيس أكاديمية العمل والعلاقات الاجتماعية ألكسندر سافونوف، إنه في بلدان الاتحاد الأوروبي هناك توجه لزواج اللاجئين من السكان المحليين.
وقال:
"من الواضح أن سبب انتشار هذه الظاهرة هو قلة الخيارت المتاحة للزواج سواء بالنسبة للرجال أو النساء، خاصة بعد لجوء عدد كبير من العرب إلى بلدان أوروبا الغربية."
وأضاف بقوله:"هذه الظاهرة ليست بالأمر الجديد فهي موجودة منذ الأزل، لنأخذ فرنسا على سبيل المثال، فقد هاجر إلى هناك العديد من سكان شمال افريقيا وجرت الزيجات المختلطة، الأوروبية العربية.
ويعتقد الخبير أن مثل هذه الزيجات تثير مشاكل خطيرة داخل المجتمعات وقال:
"من الآثار الجانبية لهذه الزيجات تبدأ داخل الأسرة، لأن الثقافات لا تتطابق، تخيلوا امرأة أوروبية نشأت في تقاليد ثقافية أوروبية، مسيحية وفجأة يطالبها زوجها بالطاعة المطلقة كما هو معتاد في العائلات العربية. بطبيعة الحال، يمكن أن يؤدي هذا إلى مآسي ويتضرر السكان المحليون دائما ولا يعجبهم ذلك عندما تحدث هذه التحولات والتغييرات."
ومن جانبه أوضح الخبير الاجتماعي الروسي يوري سفيتلوف أن سبب انتشار هذه الظاهرة هو الرغبة الملحة في الحصول على الجنسية الألمانية من خلال الزواج. وقال:"هذا النوع من الزيجات على الأرجح يعني أن هذه المرأة، لديها وظيفة، ومنزل ولن تواجه الفقر. بمعنى أن الرجل لن يواجه مشكلة مع الفقر والاندماج في المجتمع.
ووفقا للخبير الروسي هذا النوع من الزيجات يحصل بهدف تحقيق مكاسب شخصية فقط.
ر.خ/sputnik