هنا اوروبا

بعد أن احتمت لأشهر داخل كنيسة.. أسرة أرمينية تتمكن أخيرا من البقاء في هولندا

بعد أن أقامت كنيسة في لاهاي صلواتٍ مستمرةً لأكثر من ثلاثة أشهر من أجل منع ترحيل أسرة أرمينية تحتمي داخلها، أضحى من الممكن للعائلة تسوية وضعها في هولندا والاستفادة من القرارات الجديدة للحكومة التي ستعيد النظر في طلبات 630 قاصرا مع عائلاتهم سبق أن رفضت طلبات لجوئهم في الماضي.

 

 

 

كانت واحدة من اطول الصلوات  في العالم! فقد استمرت كنيسة "بيتيل" بمدينة لاهاي الهولندية في إحياء القداس بشكل متواصل لأكثر من ثلاثة أشهر، وشارك في ذلك مئات من القساوسة والكهنة، بهدف منع الشرطة من ترحيل عائلة تامرازيان الأرمينية التي تحتمي داخلها.

فعلى مدى 96 يوما لجأت الكنيسة البروتستانتية الصغيرة إلى الصلاة كوسيلة لحماية العائلة المؤلفة من والدين وثلاثة أبناء، مستفيدة من القانون الهولندي الذي يمنع الشرطة من دخول دور العبادة خلال إقامة مراسم دينية.

ولم تنتهي حالة الاستنفار في الكنيسة إلا بعد توصلت الحكومة الهولندية الثلاثاء إلى اتخاذ قرار استثنائي لمنح الإقامة الدائمة لعوائل 630 طالب لجوء قاصر كانت طلبات لجوئهم قد رفضت رغم أنهم يعيشون في البلاد منذ سنوات.

وأوضح وزير الحكومة المسؤول عن قضايا الهجرة، مارك هاربرز، أنه "من المتوقع أن يصبح عدد كبير من الأطفال المرفوضين مؤهلين مجددا للحصول على تصريح إقامة". وأضاف بأن السلطات لن ترحّل الأطفال أو عائلاتهم خلال فترة مراجعة الطالبات.

الكنيسة من جهتها رحبت بهذا الاتفاق، وقال رئيس المجلس العام للكنيسة البروتستانتية في لاهاي، تيو هيتيما، في بيان "الاتفاق السياسي الذي أبرم الثلاثاء يوفر لعائلة تامرازيان الأرمنية إمكانية العيش بشكل آمن في هولندا". وأضاف هيتيما "حافظنا على الأمل على مدى أشهر وها هو يتحقق الآن".

مبادرة تهدف إلى تغيير النظرة نحو المهاجرين

 

مع تصاعد مشاعر كراهية الأجانب في أوروبا، واتخاذ الحكومات مواقف أكثر تشددا بشأن الهجرة، برزت هذه الحادثة كرمز للدور الذي يمكن للكنيسة أن تلعبه في الضغط على الحكومات من أجل حماية المهاجرين.

وحظيت المبادرة بتأييد من قساوسة جاؤوا من بلدان أوروبية متعددة لإحياء القداس ليلا ونهارا، في الكنيسة الهولندية الصغيرة. وتناوبت حوالى 650 شخصية دينية من هولندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا لضمان استمرار الصلوات.

وبعد التوصل إلى حل لأزمة أسرة تامرازيان قال أكس ويك، وهو أحد أعضاء كنيسة "بيتيل" إنه "لا يزال هناك أمل بالنسبة للأشخاص الأكثر ضعفا، لقد عاد البريق إلى عيوننا"، وذلك في تغريدة على تويتر تظهر فيها صورة للابنة الكبرى للعائلة وهي ترتل في آخر قداس أقيم على شرف أسرتها داخل الكنيسة.

 

وكانت أسرة تامرازيان وصلت إلى هولندا قبل تسع سنوات آتية من أرمينيا هربا من تهديدات بالقتل طالت الوالد بسبب مواقفه السياسية. وبعد الإجراءات التي خاضتها العائلة على مدى سنوات لتقديم طلب اللجوء، تلقت الأسرة الأرمنية أمرا بمغادرة الأراضي الهولندية، وهو ما دفعها إلى اللجوء إلى كنيسة "بيتيل" طلبا للملجأ نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وقد أصبح الآن بإمكان الأنباء الثلاثة، هاياربي (21 عاما) ودروهي (19عاما) وسيران (15 عاما) ووالديهم الذين لم يكشفا عن هويتهما لأسباب تتعلق بالسلامة، أن يتجولوا في المدينة، ولكنهم سيبقون في الكنيسة إلى أن تتم تسوية وضعهم الإداري بشكل نهائي.

 

 

 

مهاجر نيوز/ر.خ

زر الذهاب إلى الأعلى