“علوم التجسس”.. تخصص جامعي جديد في ألمانيا!
لم يدرس جيمس بوند الجاسوس الأكثر شهرة في تاريخ السينما فنون التجسس، فقد تعرض بعد فصلين دراسيين للطرد من مدرسة النخبة "إيتون" في بريطانيا. وفي 25 فيلماً يطارد جيمس بوند "007" الأشرار بلا كلل. وأهم الأدوات التي تساعده للقيام بذلك هي السيارات السريعة.
وفي الواقع، لا تشترك أعمال الاستخبارات في كثير من الأمور مع حياة بطل فيلم (جيمس بوند). وعندما يتحدث غالباً الجواسيس الألمان عن الآنسة في المستقبل، فإنهم في الواقع يقصدون بهذا الاسم "MISS" ماجستير في الذكاء والدراسات الأمنية.
وبدأ هذا التخصص الدراسي في يناير/ كانون الثاني الحالي. وقال أوي بورغوف الأستاذ بالجامعة التابعة الجيش الألماني في ميونيخ (Universität der Bundeswehr München)، والذي يرأس هذا التخصص الدراسي الجديد، بالتعاون مع جان هندريك ديتريش من المعهد الاتحادي في حوار له مع DW "لايوجد تدريب تعليمي للتجسس، ولا توجد مطاردات، فضلاً عن ذلك، لا يتم التدرب على كيفية القفز فوق الأسطح".
الدراسة بدلاً من التجسس
ويتعامل المرشحون لدراسة هذا التخصص الدراسي مع مواضيع متنوعة على غرار الأخلاقيات والمشاكل السياسية أو الإطار القانوني للخدمة، ويقول الأستاذ الجامعي بورغوف في هذا السياق: "بالنسبة لي، هذا التخصص الدراسي مثير للاهتمام".
ويتضمن هذا التخصص مواد دراسية مثل "التواصل والقيادة في المخابرات" و "الأبحاث المتخصصة في علوم الإرهاب". كما يركز أيضاً على الموضوعات الرقمية مثل الدفاع الالكتروني. وفي نهاية هذا الماجستير الذي يستمر لمدة عامين، يتوجب كتابة أطروحة الماجستير في 100 صفحة.
عدد محدود من الطلاب
وفي الوقت الحالي، ليس بمقدور المدنيين دراسة هذا التخصص الدراسي، حيث يجب على الشخص الراغب بالتسجيل أن ينتمي إلى إحدى الأجهزة الاستخباراتية الألمانية، مثل جهاز الاستخبارات الفيدرالي أو الجيش أو الشرطة.
وأكد المتحدث باسم جامعة الجيش الألماني أن السنة الأولى تضم 35 طالباً فقط، فيما رفض الكشف عن كيفية توزيع هؤلاء الطلبة على مختلف المؤسسات. وقال بورغوف "في هذا التخصص الدراسي لن يكون هناك النوع العادي من الطلاب"، لأن المبنى لن تطأه إلا أقدام الطلبة الحاصلين على إذن بالدخول، لذلك يتحتم على الطلبة الخضوع لاختبارات أمنية في بعض الأحيان.
نحو تنسيق أفضل
أما الأشخاص الذين يسمح لهم بالدراسة، فلا يتم اختيارهم بناء على معدلات التحصيل الدراسي فقط، بل يتم ذلك عبر مجلس استشاري ينتمي إليه كبار ممثلي السلطة. ويشير الأستاذ الجامعي بورغوف إلى أن الخطوط الأولى لهذا التخصص الدراسي رسمت قبل أربع سنوات. ومنذ ذلك الحين، أشرفت مجموعة عمل من مكتب المستشارية الاتحادية على التنسيق بين المشاركين، والذين كان من بينهم وزارتي الداخلية والدفاع، من أجل تطوير هذا التخصص الدراسة وخلق "شبكة" تستطيع الربط بين مؤسسات مختلفة من شأنه أن يمنح إشعاعاً إيجابياً لهذه التخصص الدراسي. ويوضح بورغوف ذلك بالقول "عندما يجلس موظفون من مؤسسات مختلفة ومن الجيش الألماني في قاعة واحدة، فإن ذلك سيكون له أثر إيجابي على التعاون المستقبلي بين مؤسسات مختلفة".
ر.خ/dw