بلجيكا: وزير شؤون الهجرة والأجانب يتلقى طرداً به مسحوق غامض بعد تهديدات بالقتل
قال وزير شؤون الأجانب البلجيكي السابق ثيو فرانكين، إنه سبق أن تلقى تهديدات بالقتل أثناء وجوده في منصبه، إلى جانب تهديدات أخرى، مثل الإبلاغ عن وجود متفجرات أو مسحوق مشبوه في ظرف بريدي: «ولكن أن يأتي التهديد إلى المنزل ويهدد أفراد عائلتي، فبالطبع هذا الأمر مختلف». وأعرب الوزير السابق في تصريحات له عقب أداء اليمين القانونية، بعد أن عاد إلى عمله السابق عمدة بلدية لوبيك في الجزء الفلاماني شمال البلاد، أنه يأمل أن يتوصل رجال الشرطة إلى تحديد هوية من قام بإرسال الطرد البريدي الذي كان يوجد به المسحوق المشبوه، الذي تبين فيما بعد أنه عبارة عن دقيق ومواد بلاستيكية.
وكان الوزير السابق قد تلقى تهديداً تمثل في إرسال مسحوق غامض داخل مظروف، مما استدعى إخلاء منزله والقيام بعملية فحص للمسحوق وتكثيف التحريات للكشف عن هوية من وقف وراء هذا التهديد ضد الوزير الذي استقال من منصبه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد أن عرفت البلاد في فترة توليه المنصب صدور تشريعات وقوانين استهدفت المدانين في قضايا التطرف والإرهاب.
وأعطت تلك القوانين الحق للسلطات بإبعاد هؤلاء خارج البلاد، وصدرت قرارات حكومية بالفعل بطرد عدد ممن اعتبرتهم السلطات خطراً على الأمن والمجتمع، سواء عبر خطاب الكراهية أو خطاب التشدُّد أو التورُّط في أعمال إرهابية، خصوصاً في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له بلجيكا في مارس (آذار) من عام 2016، واستهدف مطاراً ومحطة للقطارات الداخلية في العاصمة بروكسل، وأسفر عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة 300 آخرين، فقد جرى الإعلان في العاصمة البلجيكية، بروكسل، عن انتهاء فترة الحجر الصحي التي فُرِضت على منزل وزير الهجرة وشؤون الأجانب ثيو فرانكين بعد أسبوعين فقط من ترك منصبه، إثر أزمة حكومية عرفتها البلاد، وأصبح فرانكين الآن عمدة بلدية لوبيك.
وجاء قرار السلطات بفرض الحجر الصحي، وإخلاء المنزل، عقب العثور على مسحوق مشبوه داخل ظرف مغلق وصل إلى منزل الوزير السابق ليلة رأس السنة، وتم إخراج ثيو فرانكين وعائلته من المنزل، بعد أن أخذ فريق الحماية المدنية المغلَّف الذي يحتوي على مسحوق مشبوه، وبعد أن قام الوزير السابق بفتح الظرف.
وقال قائد الشرطة المحلية في لوبيك إنه لم يُصب أيّ فرد من أفراد الأسرة بسوء، وقد خضع أفراد عائلة فرانكين واثنان من المتعاونين في الموقع لفحص طبي أثناء إرسال الحماية المدنية على الفور. وقال قائد الشرطة: «أخذت الحماية المدنية المغلف والمسحوق إلى المختبر حيث تم تحليل كل شيء»، مضيفاً أنه لم يُصب أحد، مما يشير إلى أن المسحوق غير ضار، وأكد قائلاً: «في غضون ذلك، نحاول العثور على الشخص الذي أرسل الرسالة».
وفي أبريل (نيسان) الماضي، قال وزير الدولة البلجيكي ثيو فرانكين، إنه منذ بدء تنفيذ القوانين الجديدة الخاصة بإبعاد الأجانب الذين يشكلون خطراً على الأمن العام، وبالتحديد منذ أبريل 2017، جرى سحب أوراق الإقامة القانونية في البلد من 112 شخصاً تورَّطوا في قضايا لها صلة بالإرهاب وجرائم أخرى، ومنها الاغتصاب والسطو المسلح وغيرهما، وهي قوانين اعتمدها البرلمان، وتعطي السلطات الحق في إلغاء أوراق الإقامة للأجانب الذين وُلِدوا على التراب البلجيكي، أو جاءوا إلى البلاد، وهم أطفال أقل من 12 عاماً، وذلك بعد أن يتورطوا في جرائم تشكل خطراً على المجتمع والأمن العام. وأثارت تلك القوانين جدلاً كبيراً أثناء مناقشتها في البرلمان، وهي فترة وصفها الوزير فرانكين بأنها كانت صعبة.