مركز لإيواء طالبي اللجوء في قلب العاصمة الفرنسية باريس
تسعى مدينة باريس إلى حل أزمة اللاجئين والمهاجرين المشردين في شوارعها من خلال استغلال الأبنية والعقارات التابعة لها وهي فعليا خارج الخدمة. وفي هذا الإطار، قامت السلطات الباريسية بتحويل إحدى الثكنات العسكرية في الدائرة 16 البورجوازية، إلى مقر إيواء للمهاجرين واللاجئين، في خطوة كانت قد أعلنت عنها سابقا تهدف إلى إيجاد 1,200 مكان لإيواء اللاجئين الذين يبيتون في العراء.
افتتح اليوم مركز إيواء لاجئين وطالبي اللجوء في الدائرة الـ16 للعاصمة الفرنسية باريس.
يتكون المركز من مجموعة من المباني المحيطة بساحة كبيرة، لكل مبنى مدخل خاص مستقل. ما أن تدخل الساحة حتى تبدأ رؤوس المهاجرين بالخروج من شبابيك الغرف للاطلاع على الوافدين وتفحص الأشخاص.
وحضر الافتتاح محافظ المنطقة ميشال كادوت، الذي أعلن أن المركز قادر على استيعاب 300 لاجئ وطالب لجوء، من الأفراد والعائلات. وأنشئ المركز في إحدى الثكنات القديمة للشرطة الفرنسية الكائنة في شارع "إكسلمان".
ونوه المحافظ أن الثكنة كانت مأهولة من قبل عائلات رجال الشرطة العاملين ضمن الدائرة، ولكن السلطات المحلية قررت التخلي عنها، فضلا عن أنها تقع ضمن مخطط مجلس المدينة لتحويلها إلى سكن اجتماعي بحلول 2020.
ويشكل هذا المركز أحد أركان الخطة الحكومية الآيلة إلى إيجاد مراكز لإيواء 1,200 طالب لجوء في المنطقة الباريسية. ووفقا لأرقام محافظة باريس، تم إيجاد 944 مكانا حتى الآن، وسيتم تأمين باقي الأمكنة بحلول نهاية أيلول/سبتمبر.
باحة المركز. مهاجر نيوز
50 شخصا حتى الآن
وبدأ اللاجئون بالتوافد إلى المركز منذ مساء الثلاثاء، حوالي 50 شخصا قامت جمعية "أورور"، المسؤولة عن إدارة المركز، بتأمين غرفهم ومستلزماتها. سريرين في الغرفة الواحدة، و10 غرف في الطابق مقسمين على جناحين.
بالنسبة للمهاجرين الوضع جيد إلى حد كبير مقارنة بالأماكن التي سبق أن سكنوا أو باتوا فيها. أحد المهاجرين الإريتريين قال "أنا جئت من مركز إيواء أقيم في إحدى القاعات الرياضية شمال باريس… كنا ننام عشرة أشخاص في غرفة واحدة. الطعام كان جيدا ولكنه لم يكن كافيا".
مهاجر آخر قادم من السودان قال "أنا جربت المبيت في الشارع، تحديدا في لا شابيل. الوضع هناك لا يحتمل. لم أكن أستوعب كم الشقاء الذي كنا نتعرض له. عائلات، نساء مع أطفالهن، بعضهن كن حوامل… لا يمكنك تخيل ما مر به هؤلاء ولاحقا ما هم مجبرون على التعرض له. المركز هذا نعيم بالمقارنة مع لا شابيل".
ويشير أحد المهاجرين المتجمعين أمام مداخل أحد أبنية المركز إلى أن "السلبية الوحيدة التي برزت لنا هنا هي الحمامات والمراحيض. فلكل خمسة غرف، أي عشرة أشخاص، حمام ومرحاض واحد، وهذا لا يكفي…". ثم يستطرد قائلا "لم يمض على بقائنا في هذا المكان سوى ليلة واحدة. سننتظر لنرى".
إحدى غرف اللاجئين
المركز مجهز لاستقبال 300 شخص
عبد القادر، فرنسي من أصل صومالي، يعمل مع جمعية "أورور" كمترجم، أفاد أن "المركز مجهز ليستقبل 300 شخص، حاليا هناك 50 فقط. معظمهم من السودان، في المرتبة الثانية الأفغان، ثم الإريتريين ثم الصوماليين. هناك أقليات من جنسيات أخرى جميعها أفريقية".
"بدأ توافد اللاجئين منذ مساء الثلاثاء الماضي. تم توزيعهم على غرف، كل اثنين في غرفة مستقلة، ولكل لاجئ عدة النظافة الشخصية الخاصة به"، أضاف عبد القادر، وختم بأنه "نعلم حاجة هؤلاء الأشخاص لأن تكون لديهم مساحتهم الخاصة، ونعلم كم هم بحاجة للنوم والراحة، وهذا ما نحاول أن نؤمنه لهم، إضافة إلى خدمات أخرى".
كما تقوم الجمعية بمساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء على تخطي العقبات الإدارية والرسمية المطلوبة لتشكيل ملفات لجوئهم أو مطالبهم بحقوقهم كلاجئين في فرنسا.