لهذا السبب يلجأ الدنماركيون إلى دولة أخرى إذا وقعوا في حب شخص غير أوروبي
خلال إقامتها في الصين بهدف الدراسة، لم تكن الطالبة الدنماركية آنا كارولين على علم بما ستنتهي عليه الأمور.
وقعت آنا في حب الطالب السنغالي محمد في ربيع العام 2016. وبعد زيارات متكررة من قبل الحبيبين لبلديهما، قررا في النهاية العيش والاستقرار معاً في الدنمارك غير أن الامور لم تسر بالشكل المثالي المخطط له.
لم يتمكن محمد من الحصول على إقامة دائمة. ووفقاً للقوانين الدنماركية، فإن احتمال حصوله عليها خلال السنوات الثمانية الأولى ضعيف جداً. مما دفع بالشريكين إلى الذهاب إلى النرويج حيث تتميز القوانين بمرونة أكبر مما يسمح لمحمد بالحصول على فيزا لمدة خمس سنوات وحرية التنقل في دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA).
وقالت آنا كارولين تعليقاً على الموضوع : " بما أننا نخطط لإنجاب أطفال في المستقبل، فإن الحصول على إقامة مؤقتة أول ثماني سنوات سيجعل حياتناً معاً غير مستقرة ، لذلك حاولنا أن نطلب فيزا لمحمد وفقاً للأحكام الأوروبية حتى لو تطلب منا ذلك الانتقال إلى بلد آخر أولاً ".
وتأتي الدنمارك في المركز 35 بين 38 دولة من حيث تسهيلات لم الشمل بحسب The Integration Index. وتعد قوانينها المتعلقة بالحصول على إقامة دائمة للأجانب أقل مرونة من جميع الدول الأوروبية (باستثناء بريطانيا وقبرص وإيرلندا) . مما يدفع بالمواطنين الدنماركيين إلى اللجوء إلى دول أوروبية أخرى لتسهيل إجراءات لم الشمل.
وشهد القانون الدنماركي المتعلق بالهجرة تغيرات عديدة بين عامي 2002 و2016، إلا أن إجراءات جلب الشريك غير الأوروبي إلى البلاد ما تزال تعتبر معقدة. ويتطلب ذلك وديعة بنكية بقيمة أكثر من 13 ألف يورو وشهادة زواج وإثبات القدرة على العيش وتحمل المصاريف والسكن . وبذلك تعتبر متطلبات الدنمارك أكثر نسبياً من جاراتها في الاتحاد الاوروبي .
وبحسب وزارة الهجرة والاندماج ، أكثر من 5000 أجنبي لم ينجحوا في استكمال إجراءات لم الشمل لشركائهم منذ العام 2010.
وبحسب الإحصاءات الأخيرة، فإن عدد الطلاب الدنماركيين الذين فضلوا البقاء في الخارج بعد دراستهم تضاعف في أقل من خمس سنوات.
يورونيوز