شمال إسبانيا.. وجهة جديدة للمهاجرين المتوجهين إلى فرنسا؟
مع تزايد أعداد المهاجرين الوافدين إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية، يسعى العديد من طالبي اللجوء والمهاجرين إلى دخول الأراضي الفرنسية عبر مدينة إرون شمال إسبانيا، ما أثار مخاوف الجمعيات الإنسانية من تفاقم وضع المهاجرين في هذه المدينة الحدودية الصغيرة، عقب اتخاذ السلطات الفرنسية والإسبانية إجراءات مشددة على الحدود.
يصل يوميا حوالي 40 مهاجرا إلى مدينة إرون التابعة لإقليم الباسك شمال اسبانيا بهدف الدخول إلى الأراضي الفرنسية، إلا أن عبور الحدود ليس سهلا في ظل تشديد إجراءات تقديم اللجوء ومراقبة الحدود.
وتبدي الجمعيات قلقها من تفاقم الوضع المعيشي للمهاجرين في هذه المدينة الصغيرة، حيث لا يبدو دخول هذا العدد من المهاجرين إليها أمرا اعتياديا.
وقامت السلطات الفرنسية بتوقيع اتفاق مع إسبانيا يقضي بإعادة المهاجرين المتواجدين على الحدود إليها، إضافة إلى إعادة كل مهاجر "لم يقض أكثر من أربع ساعات" داخل الأراضي الفرنسية إلى إسبانيا، وفقا لبيان صدر عن حكومة إقليم الباسك الأسبوع الماضي.
وينص الاتفاق على أن المهاجرين الذين تجاوز بقاءهم داخل الأراضي الفرنسية أربعة ساعات، يحق لهم توكيل محام وبذلك تأخذ إجراءات الطرد وقتا أطول مما هي عليه، وفقا لمصدر حكومي.
وانتقدت الجمعيات من جهتها هذه الاتفاقية، واعتبرت أن للمهاجرين حق التنقل داخل الاتحاد الأوروبي بحرية. كما تساءل البعض عن جدوى نص الاتفاقية وكيفية التحقق من أن المهاجر قد قضى بالفعل أربعة ساعات داخل الأراضي الفرنسية.
ويشير ناشطون إلى أن عدد المهاجرين ازداد بشكل ملحوظ في الأسبوعين الماضيين، خاصة بعد أن رست سفينة لإنقاذ المهاجرين في ميناء الجزيرة الخضراء (ألجزيراس) جنوب إسبانيا الشهر الماضي.
وبالتالي، يجد المهاجرون أنفسهم عالقون في هذه المدينة بانتظار إيجاد طريقة لعبور الحدود، وينام العشرات منهم في محطة قطارات المدينة أو في مواقف السيارات.
وخصص الصليب الأحمر في إيرون ملجأ يستوعب 24 شخصا، وتوجد منظمات أخرى معنية بمساعدة المهاجرين في إقليم الباسك تستطيع إيواء نحو 177 شخصا، لكن فقط لثلاث أو أربعة ليالي. ويشير متحدث باسم الصليب الأحمر الإسباني أن حوالي 1600 شخص استفاد من المساعدات التي تقدمها المنظمة الدولية خلال الشهرين الماضيين.
ومن أجل دعم المهاجرين، قام بعض سكان المدينة بتنظيم فرق متطوعين لتقديم الغذاء والمساعدات للمهاجرين، وقاموا بتأمين أماكن للاستحمام داخل أحد المراكز الثقافية في المدينة.
وأضحت إسبانيا الوجهة الرئيسية للمهاجرين حاليا، حيث وصل حوالي 23 ألف مهاجر عن طريق البحر إلى الأراضي الإسبانية منذ بداية العام الحالي، مقارنة بنحو 18 ألف مهاجر وصل إلى إيطاليا، و16 ألفا إلى اليونان خلال نفس الفترة.