من بروكسل إلى هلسنكي…ترامب يحشد الدعم ضد إيران
يرى و.ج هينيغان، مراسل الأمن القومي لدى مجلة "تايم" الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيمارس، في قمة الناتو المقبلة، ضغوطاً هائلة على زعماء أوروبا لإعادة فرض عقوبات ضد إيران.
وتأتي تلك المساعي استباقاً لرحلة دونالد ترامب إلى أوروبا في الأسبوع المقبل، وحيث يرجح أن يضغط على زعمائها للانضمام إلى حملته الهادفة لتقييد الاقتصاد الإيراني، ومن ضمنها وقف صادرات النفط الإيرانية. وإذا امتنع حلفاء أوروبيون عن المشاركة في تلك الحملة، هدد ترامب بفرض عقوبات ثانوية ضد أي شركة تتعامل مع طهران.
رص الصفوف
وفي رأي كاتب المقال، يأمل الرئيس الأمريكي بأسلوبه الصارم إجبار زعماء أوروبا على رص صفوفهم خلفه، حتى وإن كانوا يعارضون علناً عودة العقوبات، ويسعون لإنقاذ الصفقة النووية الحالية دون مشاركة أمريكية. وتعتبر هذه الحملة بمثابة اختبار جاد للقيادة الأمريكية، والأول من نوعه لاستراتيجية ترامب حول إيران.
مخاطر كبيرة
وتعليقاً على الحملة، قال ريتشارد غولدبيرغ، مفاوض جمهوري رائد لدى مجلس الشيوخ الأمريكي، والذي شارك في عدة جولات في الكونغرس لتفعيل عقوبات ساعدت في الضغط على إيران لكبح برنامجها النووي إن "المخاطر كبيرة. هناك حاجة لفرض ضغوط هائلة للحصول على موافقة حلفاء أمريكا".
ويلفت كاتب المقال إلى تشكيل فرق من العاملين في وزارتي الخارجية والخزانة تركز حالياً على فرنسا وألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي لـ "تتعاون مع واشنطن لفرض ضغوط اقتصادية وديبلوماسية بهدف شل الاقتصاد الإيراني، ومنعه من التعامل مع باقي أرجاء العالم".
عرقلة
ويلفت كاتب المقال إلى هدف الإدارة المعلن عن سعيها لردع المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، ومنعه من المضي في تطوير صواريخ باليستية، وعرقلة دعمه لتنظيمات شيعية متشددة في اليمن، وسوريا، ولبنان.
وحسب الكاتب، ليس أمام بنوك أمريكية وأوروبية استثمرت في إيران بعد توقيع الصفقة الإيرانية في 2015، سوى نافذة ضيقة للتوقف عن التعامل تجارياً مع طهران قبل مواجهة عقوبات ضدها.
وستتركز المجموعة الأولى من العقوبات ضد إيران على قطاعات السيارات، وتجارة الذهب وسواها من الصناعات، وستُفرض بدءاً من 4 أغسطس( آب). أما المجموعة الثانية من العقوبات والأشد تأثيراً فتُركزعلى تجارة النفط، والتحويلات عبر المصرف المركزي الإيراني، وستفرض في نوفمبر 4(تشرين الثاني).
موافقة مسبقة
ووافق معظم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، روسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وأمريكا وانضمت إليها ألمانيا لاحقاً، على طلب أمريكي بفرض عقوبات ضد إيران في عهد باراك أوباما عام 2010، عندما كان ينظر إلى إيران بوصفها تسارع الخطى للحصول على قنبلة نووية.
ولكن اليوم تعتقد تلك الدول أن طهران ملتزمة ببنود الاتفاق النووي، رغم أنها ما زالت أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، ومتورطة في جميع الصراعات في المنطقة.
ولذلك يقول كاتب المقال، من المؤكد أن ترامب سيثير دور طهران في الصراعات الدموية عند انعقاد قمة الناتو في بروكسل في الأسبوع المقبل، وبعد ذلك بأيام عند لقائه في هلسنكي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.