هنا اوروبا

أوروبا واللجوء.. زيادة على طريق البلقان وتراجع في عدد الطلبات

يشهد عدد طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي تراجعا ملحوظا، رغم الارتفاع الطفيف في عدد اللاجئين على طريق البلقان. فقد بلغ عدد طلبات اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي في الفترة من شهر كانون ثان/يناير وحتى نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي حوالي 176.000 طلب، حسب ما ذكرت مجموعة صحف "فونكه" اليوم الثلاثاء (الخامس من حزيران/يونيو 2018) نقلا عن أرقام أولية في الاتحاد الأوروبي.

وحسب مجموعة الإعلام "فونكه"، فإن التراجع بلغ نسبة 20% تقريبا وذلك مقارنة مع معطيات العام الماضي لنفس الفترة الزمنية. والأرقام المذكورة نابعة من جهاز "الإنذار المبكر والإغاثة" الأوروبي والذي يجمع كل معطيات الدول الأعضاء والتي تعتبر أرقاما أولية.

من جانبه، أكد مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات" هذا التراجع في رد على استفسار من وكالة أنباء الكنسية الإنجيلية. لكن متحدثة باسم المكتب الأوروبي أشارت إلى أنه من المبكر الحديث الآن عن تراجع بنسبة 20%  في عدد اللاجئين في الاتحاد ألأوروبي، وذلك لأن الأرقام والمعطيات لدول الاتحاد لم تكتمل بعد بشكل نهائي.

وللمثال، فقد بلغ عدد طلبات اللجوء في الشهرين الأولين لهذا العام حوالي 84.000 طلب، فيما كان هذا العدد يبلغ 112.000 طلب في العام الماضي ولنفس الفترة الزمنية. ما يعني أن التراجع في هذه الفترة الزمنية قد بلغ حدود 25%.

ويبقى منشأ طلبات اللجوء على حالها منذ بداية أزمة المهاجرين، فمعظم طلبات اللجوء أصجابها سوريون وعراقيون وأفغان. لكن اللافت في هذه الفترة هو ارتفاع عدد طلبات اللجوء لمواطنين من فنزويلا، بلغ 6.400 طلب وهو عدد متجه نحو الارتفاع.

سياسيا، أقرت دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء أنها لا تزال بعيدة عن التوصل إلى تسوية للخروج من  المأزق المستمر منذ عامين تقريبا حول إصلاح نظام اللجوء الأوروبي وذلك في أجواء سياسية أكثر تجهما مع وصول الشعبويين الى سدة الحكم في ايطاليا. ولم يخف وزراء داخلية التكتل المجتمعون في لوكسمبورغ تشاؤمهم رغم تقدم الرئاسة البلغارية الدورية للاتحاد باقتراح من المفترض أنه يراعي التطلعات المتناقضة لمختلف الدول الاعضاء.

 

نهر إيفروس "القاتل" للاجئين بين اليونان وتركيا

ولا تزال عدة دول من شرق أوروبا في مقدمتها بولندا والمجر تعارض بشدة أي إجراء شبيه بحصص توزيع طالبي اللجوء التي أثارت انقساما كبيرا داخل التكتل بين 2015 و2017. في المقابل، ترى دول على غرار إيطاليا واليونان أنه لا بد من توزيع أكثر إنصافاً للوافدين. وصرحت وزيرة الهجرة السويدية هيلين فريتزون الثلاثاء بالقول "نحن بحاجة إلى تسوية"، مضيفة أن "الأجواء السياسية الأكثر تشددا حاليا تعقد الوضع"، في إشارة خصوصا الى الحكومة الجديدة في إيطاليا.

وكان وزير الداخلية الإيطالي الجديد ماتيو سالفيني (يمين متطرف) الذي لم يتوجه الى لوكسمبورغ، حذر الأحد من أن إيطاليا وصقلية "لا يمكن أن تصبحا مخيما للاجئين في أوروبا"، مبديا معارضته للوضع الحالي للمفاوضات حول إصلاح نظام اللجوء.

من جانبه، صرح وزير الدولة الألماني شتيفان ماير "سنرى الموقف الذي ستتخذه إيطاليا"، مضيفا "في دول أخرى، هناك معارضة أشد"، وأعطى مثالاً دول فيسغراد (بولندا والمجر وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا)، ودول جنوب أوروبا. وتابع ماير "حتى الحكومة الألمانية تنتقد نقاطا معينة في الوضع الحالي للمفاوضات"، مضيفا أن اقتراح التسوية الذي تقدمت بها الرئاسة البلغارية بعد أشهر من العمل "غير مقبول". يذكر أن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر وهو من الحزب المحافظ في بفاريا  لم يحضر اجتماع لوكسمبورغ في إشارة إلى عدم التفاهم القائم بين دول الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أ.ف.ب

زر الذهاب إلى الأعلى