هنا اوروبا

من مخيم عشوائي إلى مركز استقبال: ما الذي ينتظر المهاجرين في باريس من إجراءات؟

نقل المهاجرون الذين كانوا يقيمون في مخيم بورت دو لا فيليت إلى مركز استقبال مؤقت في بولون بالدائرة 16 من باريس. واستقبل المركز 75 مهاجرا، ومن المقرر أن يبقوا فيه أسبوعين قابلة للتجديد مرة واحدة. ويخشى هؤلاء من أن يظلوا على هذا الوضع لوقت طويل متنقلين بين المراكز. وكان المخيم العشوائي فكك أمس الأربعاء، وتم توزيع المهاجرين على 24 مركزا.

 

الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا. هدوء شبه كامل يسود المكان. الكثير من المهاجرين لم يستيقظوا بعد من نومهم. "لقد ناموا لوقت طويل يوم أمس. وصلوا إلى المركز في حالة تعب شديد"، يتحدث المسؤول عن المركز نيكولا إِي لمهاجر نيوز عن الحالة التي كان عليها هؤلاء المهاجرون.

وتم نقل المهاجرين إلى هذا المركز في غابة بولون بالمقاطعة 16 الباريسية إثر اخلاء وتفكيك مخيم لابورت دو لا فيليت  شمالي العاصمة الفرنسية. ومن المرتقب أن يبقوا فيه لمدة أسبوعين تجدد لمرة واحدة، وفق العقد الذي وقع بين جمعية "أورور" التي تدير المركز والسلطات.

 

 

   مطعم المركز/ بوعلام غبشي

 

 

 

واستقبل المركز 75 مهاجرا من مجموع المهاجرين الذين تم نقلهم من مخيم بورت دو لا فيليت، والذي بلغ عددهم 1016، حيث تم توزيعهم على 24 مركزا في باريس. ومن المنتظر أن يستقبل مهاجرين آخرين في الأيام المقبلة في حال تفكيك مخيمات أخرى للمهاجرين، علما أن طاقته الاستيعابية تبلغ 175 سريرا.

الوضع الإداري المؤرق

عيسى، 22 عاما، مهاجر من التشاد، يوجد في حيرة من أمره. ولا يدري إن كان سيبقى في المركز أو يغادره لوجهة أخرى. "أخذت بصماتي في إيطاليا، ولا يمكن لي أن أطلب اللجوء في فرنسا. وأخبرني المحامي أنه علي الانتظار حتى أبريل/نيسان 2019"، يتحدث هذا المهاجر بقلق باد على وجه.

ولا يخفي عيسى أن الوضع هنا "أفضل بكثير من مخيم لا بورت دو لا فيليت من العديد من النواحي سواء تعلق الأمر بالأمن أو النظافة". لكن ما يؤرقه كثيرا هو وضعه الإداري. الأمر نفسه بالنسبة لبنيا، وهو مهاجر إريتري يوجد في فرنسا منذ شهرين. "لا أدري ما يخبئ لي المستقبل، لكن أفضل البقاء في فرنسا"، يقول هذا الشاب ذي 21 من العمر.

 

    أسرة داخل الخيمة/ بوعلام غبشي

 

 

ويضم المخيم 17 خيمة، سبعة منها لاتزال فارغة، فيما يقيم المهاجرون الذين نقلوا إلى المركز يوم أمس في العشرة الأخرى. ويسهر على تسيير المخيم 10 موظفين ينتمون جميعا لجمعية "أورور". ويمكن للمقيمين أن يغادروه من الثامنة ونصف صباحا حتى العاشرة ونصف مساء.

 

ويقدم للمهاجرين ثلاث وجبات في اليوم، يتوصل بها المركز جاهزة. لكن لم تثر شهية المهاجرين المقيمين. "أكلنا نفس الشي في الغذاء والعشاء"، ينتقد أحدهم هذه الوجبات. مسؤول المركز نيكولا إي أكد لمهاجر نيوز أن المركز "سيقدم ابتداء من اليوم وجبات ساخنة من الدجاج والأرز وغيرها، وكان يوم أمس استثنائيا بحكم أنه اليوم الأول، وزعت فيه أكلات خفيفة عبارة عن سلطات، وأن الكثير من الأمور أقيمت على عجل بسبب ضيق الوقت، علما أن المركز أحدث الثلاثاء".

 

الانتقال إلى مراكز أخرى

"سينقل هؤلاء المهاجرون خلال أسبوعين إلى ما يعرف بمراكز الاستقبال والتوجيه، ثم يحالون إلى مراكز أخرى كل حسب حالته". وقبل ذلك سيأخذون إلى مكاتب "كودا " التابعة لإحدى المحافظات للقيام بالإجراءات الإدارية الأولية، حسب شروحات نيكولا إي، الذي نفى أن يوضع أحد هؤلاء في مراكز الاحتجاز. وأكد أن جمعيته عبرت للسلطات عن معارضتها لذلك.

ولم تبرمج حتى الآن أية أنشطة في المركز، وسيبدأ بذلك ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع الجاري، يقول مسؤول المركز. وإن كان هم هؤلاء المهاجرين الأساسي هو وضعيتهم الإدارية ومستقبلهم في أوروبا. "لا أريد أن أبقى هنا، لأنه لا أدري إلى متى سأبقى على هذا الوضع، وأخشى أن ننقل مرة أخرى لجهة ثانية دول حل"، يعبر أحد المهاجرين عن قلقه حول مستقبله.

 

 

 

 

 

 

infomigrants

زر الذهاب إلى الأعلى