مدينة ألمانية تدفع 6800 يورو شهريا ثمنا لإيجار غرفة صغيرة لعائلة لاجئة
تسكن عائلة عراقية لاجئة في ألمانيا في غرفة صغيرة تبلغ مساحتها بحسب بعض التقارير الصحافية 35 مترا مربعا تقع في فندق وسط المدينة. ويبلغ عدد أفراد الأسرة 8 أشخاص وهم 6 أطفال يعيشون مع والديهم. لا يدل في الوهلة الأولى أي شيء في هذه الغرفة الصغيرة على ارتفاع ثمن إيجارها، فالأسِرَّة الحديدية ذات الطابقين من النوع الرخيص وخزانات الملابس كذلك. وتحتوي الغرفة على مطبخ وحمام صغير.
لكن إدارة مدينة كولونيا غربي ألمانيا تدفع شهريا 6800 يورو مقابل إيجار هذه الغرفة للعائلة العراقية. ويعود سبب ذلك هو موقع الفندق، إذ يقع في وسط مدينة كولونيا المزدحمة وفي منطقة تجارية أسعارها مرتفعة جدا. بالإضافة إلى أن المدينة كانت قد وقعت عقودا مع مالكي بنايات وفنادق في المدينة لكي يتم تأجيرها للاجئين الجدد، وذلك أثناء أزمة اللجوء في عامي 2015 و 2016.
وذكر تورستن كلاينأودر لصحيفة "إكسبريس" الصادرة في كولونيا أن الفضيحة الكبرى في هذا الموضوع هو أن العائلة اللاجئة هذه لا تعيش بصورة كريمة في هذه الغرفة. وأضاف كلاينأودر الذي يعمل في مجال مساعدة اللاجئين للصحيفة: الأوضاع في الغرفة مع ثمانية أشخاص كارثية، خاصة أن الزوجة حامل. ولا يوجد سوى طاولة واحدة يمكن لأربعة أشخاص الجلوس حولها. في الصباح يجب أن يتهيأ الجميع للذهاب إلى المدرسة. وفي الليل لا أحد يستطيع النوم بصورة صحيحة. ثم تدفع المدينة 6800 يورو لهذا".
لكن جوزيف لودفيغ من دائرة السكن في المدينة قال من جانبه: "ماذا يجب علي أن أفعل؟ في ذلك الوقت وقعنا عقودا مع وصول اللاجئين وحجزنا 40 فندقا بسعة 3000 شخص. والآن نحن ما زلنا بحاجة إلى 2250 مكانا للاجئين. نحن ببساطة لا نملك شققا متاحة للاجئين، ولا سيما للعائلات الكبيرة".
أما مالك الفندق فرد من جانبه وفي لقاء مع صحيفة "إكسبريس" أيضا، وأكد صحة المبالغ التي وصلته من المدينة. وتدفع المدينة لكل شخص 28 يورو لليلة الواحدة، ولعائلة متكونة من 8 أشخاص يكون المجموع 224 يوميا أو 6800 شهريا. وذكر مالك الفندق الذي طلب عدم ذكر اسمه أن نحو نصف هذه المبالغ المستوفاة من المدينة ترجع للدولة كضرائب. وأشار إلى أنه عندما تغادر العائلات اللاجئة السكن يترتب على مالك الفندق إعادة ترميم وتأثيث الغرف. كما أضاف أحد العاملين في في الفندق في مقابلة مع صحيفة "فوكوس" أنه لا يعلم "من أين جاء القياس المذكور في التقارير الصحفية، مؤكدا أن مساحة الغرفة نحو 54 متراً مربعاً"، مضيفا أن هذه الأسعار بالنسبة لغرفة فندق لا تعتبر مرتفعة قائلاً في المقابلة نفسها: "إقامة كل شخص في غرفة الفندق تكلف من 25 إلى 35 يورو، بينما تكلف إقامتهم في مراكز الإيواء الجماعية 46 إلى 54 يورو".
وأكد مالك الفندق أنه يربح سنويا نحو 80 ألف يورو من الإيجارات، لكنه أشار إلى أنه يمكنه أن يكسب أكثر من ذلك إذا عرض فندقه للإيجار لزوار المعارض في مدينة كولونيا المشهورة بمعارضها. وقال لصحيفة "إكسبريس": رغم وجودهم في غرف صغيرة إلا أن اللاجئين سعداء بخروجهم من مراكز إيواء اللاجئين الجماعية أو من صالات الألعاب الرياضية، ويمكنهم الحصول هنا على بعض الخصوصية".
dw