فوضى مع بدء إضرابات اتحادات السكك الحديدية في فرنسا
وقالت الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية إس.إن.سي.إف إنه "جرى تشغيل قطار واحد فقط من 4 قطارات في منطقة باريس مع عودة الناس للعمل في أعقاب انتهاء عطلة عيد القيامة في مطلع الأسبوع.
ووصفت وسائل الإعلام الفرنسية اليوم "بالثلاثاء الأسود".
وأظهرت لقطات تلفزيونية تكدس أرصفة محطة جار دو نور، أكثر محطات السكك الحديدية أزدحاماً في باريس، بالركاب لدرجة أن البعض سقطوا على القضبان وتمت مساعدتهم للصعود إلى الأرصفة.
وقالت ماري شارل إحدى الركاب: "أفهم سبب إضرابهم.. ولكن اليوم هو أول يوم عمل لي في وظيفتي الجديدة، ومن ثم كان من الأفضل أن يسير بلا إضراب".
ودعت الاتحادات العمالية الأربعة الرئيسية في مجال السكك الحديدية إلى إضرابات تستمر يومين في كل خمسة أيام خلال الأشهر الثلاثة المقبلة احتجاجاً على تعديل في الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية إس إن سي إف قبل فتحها أمام المنافسة مثلما يشترط قانون الاتحاد الأوروبي.
آخرمواجهة
وآخر مرة واجه فيها رئيس فرنسي اتحادات السكك الحديدية بشأن المزايا التي يتمتع بها العمال انتهت بشكل سيء، وأدت إضرابات عام 1995 إلى إصابة باريس بالشلل، وأجبرت رئيس الوزراء آنذاك آلان جوبيه على التراجع عن الإصلاحات في هزيمة دفعت جوبيه في نهاية الأمر إلى الاستقالة ثم حل الرئيس آنذاك جاك شيراك الحكومة.
ولكن الاتحادات الفرنسية أضعف مما كانت عليه في 1995 كما أنها غير موحدة في ردها على إصلاحات ماكرون الاجتماعية والاقتصادية.
وإذا نجح ماكرون، فيما يعد أكبر اختبار حتى الآن للمصرفي السابق البالغ من العمر 40 عاماً، يمهد ذلك الطريق أمام تغييرات أخرى مقترحة بما في ذلك إصلاح نظام التعليم والمعاشات.
وواجه ماكرون بالفعل الاتحادات العمالية فيما يتعلق بتعديل قوانين العمل.
وقالت إليزابيث بورن وزيرة النقل الفرنسية الاتحادات العمالية على التفاوض وقالت لتلفزيون بي.إف.إم في مقابلة اليوم الثلاثاء: "بعضها يحاول تحويل هذا الأمر إلى قضية سياسية… ستواجه الحكومة الموقف بثبات".
وقال فيليب مارتينيز رئيس أكبر اتحاد عمالي: "عمال السكك الحديدية لا يفعلون ذلك للتسلية".
وأضاف لرديو فرانس إنتر: "سيكون الإضراب كبيراً… الحكومة هي من وصلت بالأوضاع لما هي عليه الآن".
وأوضح استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إيفوب ونشرت نتائجه يوم الأحد أن "كثيراً من الفرنسيين يعتبرون الإضرابات غير مبررة".
ولم تتحرك قطارات بين فرنسا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا.
وقالت الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية إس.إن.سي.إف إن "قطاراً واحداً فقط من كل 3 قطارات إلى ألمانيا سيعمل، في حين أن خدمة يوروستار التي تربط بين لندن وباريس وبروكسل ستشغل 3 قطارات من كل 4 قطارات".
نريد أرباحاً
يريد ماكرون تحويل الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية المثقلة بالديون إلى شركة تحقق أرباحاً.
وتضيف الشركة 3 مليارات دولار في السنة للديون البالغة الآن 47 مليار يورو، وتقول الاتحادات إن "الديون ناجمة عن استثمار مبالغ فيه في القطارات السريعة، وتتهم ماكرون بتمهيد الطريق أمام خصخصتها".
ويخشى عمال الشركة من أن يفقدوا ضمانات الوظيفة مدى الحياة، والزيادة السنوية التلقائية، وسياسة التقاعد المبكر السخية.
رويترز