هنا اوروبا

كنيسة باريسية تستضيف مهاجرين بدون مأوى طيلة الشتاء

تستضيف كنيسة سان بيرنار في الدائرة 18 من باريس ثمانية مهاجرين، حيث توفر لهم قاعة للنوم كل ليلة إضافة إلى وجبتي العشاء والفطور. ويستقبل هؤلاء في بيت الكهنة المقابل للكنيسة في إطار برنامج "الشتاء التضامني"، الذي تنخرط فيها عشرات الكنائس في العاصمة الفرنسية. ريبورتاج:

 

في جو عائلي، تجمع ثمانية مهاجرين حول مائدة العشاء في قاعة من بيت الكهنة التابع لكنيسة سان بيرنار في الدائرة 18 من باريس. كان أحد المتطوعين يقدم لهؤلاء وجبة من الأرز ولحم الدجاج بابتسامة لا تفارق محياه، فيما كان البعض منهم يتبادل الحديث حول الأجواء التي قضوا فيها نهارهم.

أما أحمد، وهو غيني الجنسية، كان بصدد طي سجادة الصلاة حيث انتهى للتو من صلاة المغرب. فغالبية هؤلاء المهاجرين مسلمين، يقضون الليل خاصة في قاعة هذا المبنى، الذي يتحول إلى مأوى بعد الانتهاء من تناول وجبة العشاء، بعد أن تبسط على مساحتها الأسرة للخلود إلى النوم.

 

محمد طالب لجوء غيني في قاعة بيت الكهنة/ مهاجر نيوزمحمد طالب لجوء غيني في قاعة بيت الكهنة/ مهاجر نيوز

 

 

الالتزام بالتوقيت واحترام الشروط

"المهاجرون مطالبون بالحضور عند الساعة السابعة والنصف إلى المبنى، لأن القاعة تستغل خلال اليوم في الكثير من الأشياء، بينها الاجتماعات"، يقول الكاهن ويليامس لمهاجر نيوز. ويقضي هؤلاء الليل في هذه القاعة على أن يغادروا المكان في الثامنة صباحا.

"أقضي اليوم في المطالعة بالمكتبة"، يقول شمس الدين لمهاجر نيوز. كما يستغله الآخرون في زيارة الأصدقاء. "ندعوهم إلى أن يستغلوا اليوم في تعلم اللغة الفرنسية والتعرف على المعالم التاريخية في باريس"، يشير الأب ويليامس، مضيفا بتأثر ظاهر "نسجت علاقة مع جميع المهاجرين، واقتراب موعد مغادرتهم للمبنى سيكون صعبا".

 

يعتبر الكاهن ويليامس أن المهاجرين الذين تستضيفهم كنيسته في الوقت الحالي، يشكلون أفضل مجموعة عرفها هذا الأب. "هي مجموعة متجانسة، ومتضامنة، ولم يصدر منها أي مشكلة، كما تحترم جميع الإجراءات المفروض الالتزام بها، بينها عدم تناول الكحول في هذا الفضاء"، يتابع الأب ويليامس.

وتستضيف الكنيسة هؤلاء المهاجرين في إطار مخطط "الشتاء التضامني" الذي أطلقته أبرشية باريس، حيث استفاد منه 160 مهاجرا، وشاركت فيه أكثر من 27 كنسية من مجموع مئة في العاصمة الفرنسية. 

 

الأب ويليامس/ مهاجر نيوزالأب ويليامس/ مهاجر نيوز

 

 

"تعزيز الأخوة والسلام"

ولا تضع الكنيسة معايير محددة للاستفادة من البرنامج، وتتعاون في ذلك مع الجمعيات المختصة التي تعمل على ملف المهاجرين واللاجئين "كفرنسا أرض اللجوء". "تقترح علينا الجمعيات التي نعمل معها مهاجرين وفق الطاقة الاستيعابية لنا"، يوضح الكاهن ويليامس، مشددا على أنه "لا نشترط في المهاجرين الذين نستضيفهم أي معيار محدد، سواء تعلق الأمر بالجنسية أو الدين، علما أن غالبية المهاجرين هم من المسلمين".

وتوفر الكنيسة الحماية للمهاجرين أثناء فصل الشتاء، خاصة الفترة الممتدة من نوفمبر/تشرين الثاني إلى آذار/مارس. لكن اقتراب موعد مغادرتهم للمبنى يدخل الجميع من مهاجرين ومتطوعين في قلق مستمر، لأنهم قد يضطرون للتوجه إلى الشارع. "لكن الكنيسة تحاول أن تجد لهم حلا بشراكة مع الجمعيات"، كما يفسر ذلك الأب ويليامس.

وإضافة إلى الحماية من قر الشتاء التي توفرها الكنيسة لهؤلاء المهاجرين، فهي تسعى أيضا إلى "تعزيز مسألة الأخوة والسلام"، وفق ما يشرحه كاهن الكنيسة الذي لا يخفي سعادته بما يقوم به لفائدة المهاجرين. "سعيد جدا بما أقدمه للمهاجرين، وإن كان ذلك يعتبر نقطة ماء في البحر، لكنها محاولة للتخفيف من معاناتهم".

 

 

 
 
 
.infomigrants.
زر الذهاب إلى الأعلى