بلجيكا توقف 100 {مرتبط بالتطرف} في مطاراتها شهرياً
تشهد المطارات البلجيكية شهرياً عمليات توقيف لمائة شخص لهم علاقة بالتطرف والإرهاب، وهذا يعني أنه بعد مرور عامين على التفجيرات التي ضربت مطار ومحطة قطارات داخلية في بروكسل في مارس (آذار) 2016، تعمل الأجهزة الأمنية في المطارات البلجيكية بكفاءة أعلى وفقاً للأرقام، حسب تأكيدات مكتب وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون. وقال فان رايم دونك، المتحدث باسم وزير الداخلية: «بفضل هذا العمل الجاد الذي تقوم به الشرطة والاستثمار بشكل أكبر في التكنولوجيا، أصبحت المطارات في بلادنا أكثر أمناً من الفترة التي وقعت فيها التفجيرات». وأوضح المتحدث أنه «منذ ذلك الوقت يتم القبض على مائة شخص تقريباً كل شهر، وهذا لا يعني أن هؤلاء جميعاً لهم علاقة مباشرة بالإرهاب، ولكن يتعلق الأمر بأشخاص ترى عناصر الشرطة أنهم ربما تكون لهم علاقة بشكل أو بآخر بالتطرف، ولهذا السبب يتم إدراجهم في قاعدة بيانات تابعة للشرطة، ذات صلة بالفكر المتطرف». وقال مكتب وزير الداخلية البلجيكي: إن «عمليات توقيف هؤلاء الأشخاص لا تنتهي بالضرورة باعتقالهم، وإن كان ذلك يحدث في بعض الحالات، ولكن الأغلب أن الشرطة كانت تبحث عن هؤلاء الأشخاص للاستماع إلى أقوالهم في ملفات متعددة، وتقوم بأخذ أقوالهم ثم إطلاق سراحهم، بعد التأكد من عدم وجود أي دواعٍ لاحتجازهم».
وحسب الخبراء، يختلف الأمر الآن في أعقاب التفجيرات التي وقعت في مارس قبل عامين وخلّفت 32 قتيلاً و300 مصاب، فعلى سبيل المثال جرى قبل أيام في بروكسل الكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بالفترة التي سبقت وقوع تفجيرات في كل من باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وبروكسل في مارس 2016، حيث قامت الشرطة البلجيكية قبل 3 أسابيع من وقوع هجمات باريس بمداهمة منزل خالد البكراوي في بروكسل، الذي اعتبرته جهات التحقيق في ما بعد أحد الضالعين في التخطيط لهذه التفجيرات، وبعدها شارك بتفجير نفسه في هجمات بروكسل داخل إحدى محطات القطار الداخلية.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة «دي مورجين» اليومية البلجيكية الناطقة بالهولندية، استناداً إلى تقرير أمني، فإن الشرطة علمت في صيف 2015 بشأن مكالمة هاتفية طالب البكراوي أصدقاءه خلالها بالحصول على أكبر قدر ممكن من الأسلحة، وتم التقاط صور له مع تاجر لهذا العتاد. وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، فتشت الشرطة منزله، لكنها لم تعثر على أسلحة ولم يجرِ اعتقاله، على الرغم من أنها عثرت في الحاسوب المتنقل الخاص به على «دعوات للقتال» و«صور لإرهابيين معروفين».
وأشارت نفس الصحيفة إلى أن قوات الأمن كتبت في تقريرها أن هذا الشخص كان «على مستوى معين من التطرف». وكان البكراوي واحداً من إرهابيي الخلية التي كانت تتخذ من بروكسل قاعدة لها، والتي قتلت بعد 24 يوماً من إجراء هذا التفتيش، وبالتحديد في 13 نوفمبر 2015، 130 شخصاً في باريس ضمن هجوم تبنى مسؤوليته تنظيم داعش، ثم قتلت 32 آخرين في الهجوم المزدوج الذي استهدف في مارس 2016 مطار ومترو بروكسل. وتمثلت مهمة البكراوي في تفجير نفسه في ذلك اليوم بمحطة مترو مالبيك في ما يُعرف بـ«الحي الأوروبي» ضمن العاصمة البلجيكية، بعد ساعة و13 دقيقة من إقدام شقيقه إبراهيم على ارتكاب هجوم انتحاري آخر في «مطار زافينتيم» بضواحي بروكسل.
ويحصل الإرهابيون على خزينة السلاح في محلات بلجيكا من دون أي أوراق رسمية، خصوصاً خزائن الأسلحة من النوع الآلي ونصف الآلي، ولا سيما الكلاشينكوف، وهي الخزائن التي تُستخدم لشحن هذه الأسلحة بالطلقات. وكان حصول البكراوي، أحد منفذي تفجيرات بروكسل، على أكثر من 30 خزينة طلقات لسلاح آلي ونصف آلي، وبشكل قانوني، من أحد المحلات المخصصة لبيع الأسلحة والطلقات النارية، صدمة لرجال التحقيق القضائي في البلاد، بسبب ثغرة في المادة 22 من قانون تجارة السلاح في بلجيكا، وسبق أن حذّر المدعي العام الاتحادي من هذه الثغرة.
وقالت وكالة الأنباء البلجيكية، إن وزير العدل جينس كوين سوف يعالج هذه الثغرة بإضافة كلمتين فقط إلى المادة 22 من قانون تجارة السلاح، والتي تنص على حظر بيع الذخيرة للأشخاص من دون ترخيص سلاح، وتعديل الفقرة بأن تنص على حظر بيع الذخيرة أو الخزينة. ونقلت الوكالة عن الوزير قوله إن ترخيص السلاح يجب أن يطابق نوع الخزينة المطلوب شراؤها، فلن يستطيع أحد أن يشتري خزينة لبندقية وهو يحمل ترخيص مسدس.