رشدي بخشوش… مهاجر مغربي يحلق في سماء الموضة العالمية بباريس
تسلق مصمم الأزياء المغربي رشدي بخشوش درجات الشهرة بفضل أعماله التي نالت إعجاب مصممين كبار. وشارك المصمم الشاب في أكبر التظاهرات الفرنسية في الميدان في باريس. وتعتبر ماركته اليوم "روشمود" محط إقبال كبير من قبل زبائن في دول مختلفة. بورتريه…
يذكر مصمم الأزياء المغربي رشدي بخشوش، الذي استطاع أن ينقش اسمه على ساحة الموضة العالمية، بدايته الأولى وهو لا يزال في مرحلة التعليم الإعدادي بابتسامة عريضة، تعيده إلى السنوات الأولى من الحلم. "أول تصميم لي رسمته كان عبارة عن فستان مشبك نال إعجاب أقراني، حيث كان عمري لا يتجاوز 12 عاما"، يقول رشدي لمهاجر نيوز.
لا ينكر أن عشقه الأول، قبل التعلق بميدان تصميم الأزياء في الطفولة، كان للرسم. "أحببت أن أكون رساما، وكان أول رسم لي الملك محمد السادس في بداية حكمه"، يعود رشدي بذاكرته إلى الوراء. يتذكر هذه المرحلة بنوع من المزاح، لأنها سببت له عقوبة أبعدته عن الفصل لمدة أسبوع.
"لم يصدق زملائي أني صاحب الرسم ووضعوني أمام تحدي رسم الأستاذ في القسم، إلا أن الأستاذ ثارت حفيظته عندما اكتشف ذلك، وتمت معاقبتي بفصلي عن الدراسة لمدة أسبوع". يقول رشدي مبتسما، وهو يحفر في ذاكرته الفنية التي تشكلت لبناتها الأولى في مدينة فاس وسط المغرب.
البدايات في عالم الموضة
بعد حصوله على شهادة البكالوريا، قرر متابعة دراسته في إحدى المدارس الخاصة المختصة في تصميم الأزياء في فاس وسط المغرب، وهذا رغم الرفض الذي واجهه في بداية الطريق من قبل والديه عندما قرر بناء حياة مهنية في ميدان تصميم الأزياء. وبعد عامين من الدراسة، حصل على دبلوم سمح له دخول سوق العمل في المغرب من بابه الواسع.
تيشورت من إنتاج دار روشمود
"كنت أعمل كمساعد مصمم في إحدى الشركات العالمية المعروفة في فاس، وكنت أحصل على راتب يتيح لي أن أعيش حياة مريحة"، يتحدث رشدي عن بداياته المهنية في مجال الموضة. لكن هذا لم يمنعه من مواصلة عمله في المنزل ووضع تصاميم لألبسة نسائية، كانت ترتديها فنانات مغربيات مشهورات في المناسبات الكبرى. "في هذا المجال الأمر يتطلب الكثير من العلاقات"، يشرح المصمم المغربي طريقته في الوصول إلى أكبر عدد من المشاهير للتعريف بأعماله.
الانطلاقة الحقيقية
في وقت من الأوقات قرر التخلي عن العمل براتب شهري لحساب لشركة الموضة العالمية ليؤسس شركته الخاصة في 2011. "اختيار لم يكن سهلا طبعا، ولم يتقبله الوالدان"، يتذكر بخشوش. ولا يخفي أنها كانت مرحلة صعبة تطلبت منه "الكثير من التضحيات"، قبل أن تتاح له فرصة الانطلاقة الحقيقية.
هذه الانطلاقة كانت في مهرجان مراكش للسينما في 2011، حيث ظهر فنانون وفنانات مغاربة في هذه التظاهرة بأزياء من تصاميمه، اعتمد في تصميمها على حسه المغربي، واستطاعت أن تسرق الأضواء، قبل أن ينظم أول عرض له بشراكة مع مطعم المطرب اللبناني المعروف رامي عياش في الدار البيضاء.
عرض لأزياء دار روشمود
التحليق بعيدا في سماء الموضة سيبدأ من فرنسا، التي زارها لأول مرة في 2013 حيث شارك كضيف شرف في عرض "فاشن ويك" في تولوز بأزياء نسائية. "كانت فرصة بالنسبة لي للاطلاع عن قرب على عالم الموضة في باريس، إنها عاصمة الموضة في العالم"، يتحدث بخشوش عن هذه المرحلة من تجربته المهنية.
الاستقرار في باريس ومعانقة العالمية
لم يقرر رشدي الاستقرار في باريس حتى 2016 بعد ثلاث سنوات من التنقل بين المغرب وفرنسا. "لا يمكن التوجه لعالم الموضة وخلق اسم على ساحتها بعيدا عن باريس، إنها عاصمة الموضة في العالم"، يبرر سر اختياره الاستقرار في باريس وخلق ماركته الخاصة "روشمود"، مع التخصص في الملابس الرجالية.
زي رجالي للمصمم المغربي رشدي بخشوش
ويرجع رشدي سبب تخصصه في الملابس الرجالية إلى نصائح تلقاها من كبار المصممين في عالم الموضة، اكتشفوا أن "له لمسته الخاصة" على الزي الرجالي، علما أن زبائنه منتشرين عبر أرجاء العالم، خاصة في الخليج، حيث يوجد ضمن هؤلاء عدد من الأمراء. ويتراوح ثمن الأزياء الرجالية الفاخرة التي يصممها بين 700 وأربعة آلاف يورو. وأطلق مؤخرا ألبسة للغولف باسم شركته العالمية.
"أشعر أني دائما في البداية، ولاتزال لي رغبة التعلم في ميدان الموضة"، يؤكد رشدي بنوع من التواضع وهو يشير إلى أنه يتابع تعليمه في إحدى مدارس الموضة في باريس، ويسعى لأن يقوي مؤهلاته اللغوية في الفرنسية والإنكليزية للتواصل أكثر مع وسائل الإعلام الأوروبية، التي تقبل اليوم بكثرة على دق باب داره لإجراء مقابلات صحفية معه.