إيطاليا تنتظر عودة برلسكوني إلى الحكم.. فما الذي يقلق واشنطن؟
"سوبر سيلفيو" عنوان مقال فلاديمير ماليشيف، في صحيفة "ستوليتيه" الإلكترونية، عن احتمالات وصول صديق شخصي لبوتين إلى السلطة في إيطاليا، وانعكاس ذلك على علاقات البلدين.
وجاء في المقال: على الرغم من أنه في عامه الـ 82، فها هو مرة أخرى على وشك أن يصبح رئيسا لإيطاليا. شغل سيلفيو برلوسكوني منصب رئاسة الوزراء أربع مرات، وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس الماضي، بحسب استطلاعات الرأي كلها، فإن حزبه "إلى الأمام إيطاليا" قد يقود الائتلاف الحاكم.
وهكذا، فقبل شهر من الانتخابات، جميع وسائل الإعلام الإيطالية تتوقع المركز الأول لتحالف برلسكوني.
ويثير ذلك قلقا شديدا وراء المحيطات. فهذا السياسي الإيطالي تربطه علاقات خاصة ودافئة وودية مع فلاديمير بوتين.
ويضيف المقال: أدت الصداقة الشخصية بينهما (بوتين وبرلسكوني) إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات. فمنذ العام 1994، عندما أصبح برلوسكوني رئيسا للوزراء، حتى العام 2013، ارتفع حجم التجارة بين إيطاليا وروسيا من 4.4 إلى 53 مليار دولار، أي أكثر من 10 مرات.
وقد دعا سوبر سيلفيو مرات عديدة لدعم بوتين في الشيشان واحترام حقوق الإنسان في روسيا، وسوّغ على الدوام أعمال روسيا في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا. وهو السياسي الغربي الكبير الوحيد الذي زار بشكل استعراضي شبه جزيرة القرم، في العام 2015، بعد عودتها إلى روسيا.
ولذلك، فمن الواضح أن واشنطن ستفعل كل ما في وسعها لمنع مثل هذا التطور للأحداث. ولكن، ماذا يمكنها أن تفعل، في ظل الاستياء المتزايد من الهيمنة والإملاءات الأمريكية، وتدفق المهاجرين، وتضرر الأعمال من العقوبات المفروضة ضد روسيا؟
ويتابع المقال: بالإضافة إلى ذلك، قدم بيرلسكونى عشية الانتخابات للإيطاليين وعودا يمكن أن تلعب دورا حاسما في التصويت في مارس. ففيما يتعلق بأصحاب المعاشات التقاعدية، وعد برفع الحد الأدنى للمعاش إلى 000 1 يورو (الآن 536) ووعد بخفض الضرائب إلى 20٪، وبمحاربة الهجرة غير المشروعة بحزم.
ولكن، ماذا يعني بالنسبة لنا (لروسيا)، إذا عاد برلوسكوني إلى السلطة في إيطاليا؟ هذا يعني أن الوضع السياسي في أوروبا سيبدأ بالتغير جذريا لمصلحة روسيا.
في جمهورية التشيك، أعيد انتخاب ميلوش زيمان، قبل أيام قليلة، وهو من محبي روسيا. وفي النمسا، وصل إلى السلطة أنصار إقامة علاقات مع بلادنا (روسيا)؛ والمجر غير متحمسة لسياسة الاتحاد الأوروبي الحالية؛ وألمانيا لا تنوي التخلي عن التعاون في مشاريع الغاز مع روسيا، إرضاء للولايات المتحدة. ففي هذه الحالة، سوف تجد واشنطن وكارهو روسيا الحاليون في بولندا ودول البلطيق صعوبة في فرض جدول أعمالهم على أوروبا.
RT