معرض “آرت باريس” يحتفي بمرور 20 عاماً على إنشائه
وهو الحدث الثقافي الغني الذي لا يمكن تفويته سنوياً في فصل الربيع، إذ يُتيح للزوار استكشاف الفن الأوروبي والعالمي من فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى يومنا هذا من منظور مختلف.
والقصر الكبير "Grand Palais" هو مَعلم تاريخي ضخم يشمل قاعة عرض كبرى مُلحق بها متحف فني، بدأ بناؤه في 1897 بعد هدم قصر الصناعة كجزء من الاستعدادات لإقامة المعرض العالمي في باريس عام 1900، حيث تمّ تشييد السقف الزجاجي لهذا الحدث.
وتُلبّي الدعوة لمعرض آرت باريس للفنون، الذي يُقام على مساحة 6500 متر مربع من القصر، أهم الصالات العالمية المُتخصّصة بالفن المُعاصر تحديداً، مع مُشاركات فردية مُتعدّدة تُمثّل مختلف المدارس والتيارات الفنية الحديثة والمُعاصرة، في الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي.
ويُشارك في القسم العربي في معرض آرت باريس العديد من الفنانين التشكيليين العرب، وهو القسم الذي تمّ افتتاحه للمرّة الأولى في 2008 بمُبادرة من أبوظبي، وبمشاركة عدد من الفنانين الإماراتيين والعرب، منهم الفنان التشكيلي الإماراتي عبدالرحمن الريس، الأمر الذي شكّل حينها خطوة هامة نحو الترويج لإبداعات الفنون التشكيلية الإماراتية في أهم المحافل الفنية الأوروبية والعالمية.
وتُشكّل تظاهرة آرت باريس مرآةً لما وصلت إليه توجّهات الفن المُعاصر في أوروبا والعالم، مُعزّزةً من دور مدينة النور كعاصمة للفنون العالمية أكثر من أيّ وقت مضى، خاصة مع مُشاركة ما يزيد عن 2200 فنان في المعرض، 45% منهم من خارج فرنسا، إضافة لتوافد أكثر من 700 إعلامي وناقد فني.
يُذكر أنّ حوالي 55 ألف شخص من 53 بلداً زاروا المعرض في دورته الماضية 2016.
وتشهد الدورة الجديدة العديد من الفعاليات المميزة لدعم المشهد الفني الفرنسي، منها برنامج الشخصيات الفنية البارزة، ورش المشهد الفني الباريسي هذا الربيع. مع إتاحة الفرصة لمُشاركة صالات جديدة غير معروفة على الساحة الفنية، وأيضاً إبراز المواهب الشابة في معارض فردية أو ثنائية، مع إعطاء إمكانية إدخال التقنيات التكنولوجية في بعض الأعمال المُشاركة، وتشجيع المعارض التصويرية في الحدث.
ويسعى المنظمون إلى دمج منظور المعرض الشخصي والتاريخي والنقدي مع مجموعة مختارة من المشاريع التي تركز على الفنانين في فرنسا في الماضي والحاضر، من الذين تمكنوا خصوصاً من الحفاظ على استقلاليتهم عن الاتجاهات الفنية السائدة.
وفيما يُدير ندوة نظرة على المشهد الفني الفرنسي الناقد الفني المعروف فرانسوا بيرون، يُسلّط المعرض الضوء على الفن السويسري بشكل خاص، حيث تحلّ المؤرخة الفنية السويسرية كارين تيسوت، التي تُدير عدداً من الغاليريات المُستقلة، وستتحدث عن سويسرا كنقطة التقاء العديد من الثقافات والتقاليد، وحتمية الوجود السويسري في مجال الفن المُعاصر، وذلك بمشاركة عدد من الشخصيات الفنية من سويسرا.
وضمن جهوده لجعل الفن المعاصر في متناول الجميع، يسعى معرض "آرت باريس" للفنون لجعل الفن المُعاصر مُتاحاً لأكبر عدد ممكن من الجمهور، حيث يُقدّم حوالي 80 جولة للزوار برفقة مُرشدين مُتخصّصين في المعرض، إضافة للعديد من التسهيلات في دخول المعرض وآلية الوصول لموقعه التاريخي.
فرنسا التي رعت منذ زمن طويل شغفاً واسعاً بالثقافة على اختلاف أبعادها، من الأدب والفن والموسيقا، إلى المسرح والأزياء والسينما، تهبّ عليها اليوم رياح التغيير مع توقعات بافتتاح العديد من المؤسسات الفنية والثقافية الخاصة الجديدة هذا العام، وذلك وفقاً لما أعلن عنه منظّمو المعرض.