الحرارة الشديدة تثير قلق السلطات: تكدس السجون الفرنسية يهدد صحة السجناء

يورو تايمز / باريس
وسط موجة حر شديدة، تحذر السلطات والمعنيون من أن الازدحام الكبير في السجون الفرنسية قد يؤدي إلى وقوع أزمات صحية للسجناء، الذين يعيشون وسط حرارة خانقة دون تهوية كافية أو إمكانية للتبريد.
ووفق بيانات وزارة العدل، تتسع السجون الفرنسية حالياً لنحو 62,566 نزيلاً، بينما بلغ عدد المحبوسين 84,447 حتى الأول من يونيو، ما يعني أن نسبة الاكتظاظ تجاوزت 135٪، وتؤكد المعطيات أن بعض المؤسسات تشهد اكتظاظًا يصل إلى 200٪ في بعض الأقسام.
دراما مزدوجة: حرارة عالية والظروف مريحة
خلال بداية الأسبوع الحالي، تم تفعيل “‘خطة مكافحة الحرارة” في السجون، التي تشمل توزيع المراوح والقبعات ومواد الوقاية، وتسهيل الاستحمام وتعزيز التهوية، بحسب مصادر الوزارة . لكن دراسة من المرصد الدولي للسجون تقول إن الإجراءات اختيارية فقط وليست إلزامية، مما يترك ثغرات في التنفيذ .
ويشدد ويلفريد فونك، أمين اتحاد موظفي السجون (Ufap Unsa Justice)، على أن الجمع بين الازدحام والحرارة يشكل “تركيبة مريبة”، إذ يزيد الضغط النفسي والصحي على السجناء ويُفاقم التوترات داخل الأقسام.
إجراء مؤقت رغم القصور
اعترف وزير العدل جيرالد دارمانين بأنه تم نقل “بضعة مئات” من السجناء من السجون المكتظة جنوباً نحو أخرى أقل اكتظاظًا في الشمال والشرق، منذ 26 يونيو، بهدف تقليل العبء . لكن المؤشرات المهنية تقول إن هذه التحويلات قد تحرم بعض المحكوم عليهم من وسائل دعم أسرية وأنشطة داخل المحطات الجديدة .
أزمة هيكلية ملوثة بالمناخ
هذه الأزمة تُعَد مثالاً لـ”العقوبة المزدوجة”، كما حذّر تقرير سابق لمنظمة “Notre Affaire à Tous“: السجون القديمة المكتظة تعجز تمامًا عن مقاومة آثار التغير المناخي، وتفاقم تعرض السجناء للحرارة اللا إنسانية.
وترى المنظمات الحقوقية أن ما يشهده الواقع اليوم هو “قمع مزدوج” بسبب المناخ والازدحام.