“طردونا كالنفايات”: تصعيد إيراني يقذف بمليون ومئتي ألف لاجئ افغاني خارج الحدود

في خطوة تنمّ عن رد فعل مدروس ، قام النظام الإيراني بطرد أكثر من 1.2 مليون مهاجر أفغاني، بينهم من أمضوا عقودًا طويلة في البلاد، وأعادتهم إلى أفغانستان التي تغرق اليوم في كارثة إنسانية، وفق تقرير Context ونشر Göteborgs‑Posten . من بين هؤلاء، علي، الذي عاش 40 سنة في إيران قبل أن يُطرد منها، تفقد خلالها منزله ومدخراته وكرامته.
ليس هذا تهجيرًا، بل إفراغ سياسي لخزان اجتماعي اقتصادي لطالما استفاد منه النظام الإيراني. والضحية ليس فقط “علي”، بل مجتمع بأكمله يسقط نحو الفوضى.
ما الأبعاد الخطيرة؟
أفغانستان باتت منذ وقت تسير على حافة الانهيار: الاقتصاد متهاوٍ، البطالة تفشّت، والنظام التليد للتطرف يمنع نصف السكان—النساء—من ممارسة أبسط حقوقهن. الأمم المتحدة تحذر من أن انضمام آلاف اللاجئين يوميًا—أكثر من 10 آلاف يوميًا—قد يطيح بأي تماسك مجتمعي متبقي .
تداعيات تمتدّ خارج الحدود
على حكومات أوروبا ووكالات الإغاثة ألا تنظر إلى الأمر كموجة لاجئين بل كسلسلة تراجيدية تهدّد الاستقرار عند كل مرحلة من مربع الأفغان المهجرين إلى دول الجوار وصولًا إلى القارة العجوز.
ما المطلوب الآن؟
- فتح مسارات إنسانية عاجلة نحو باكستان وآسيا الوسطى بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
- ضخ سريع للمساعدات داخل أفغانستان يمنع الانهيار ويمد المجتمع المحلي بالصمود.
- إعداد أوروبي عاجل لخارطة مواجهة نزوح من هذه الدرجة يؤديها انهيار الدولة الأفغانية.
هذه نقطة فاصلة. ما حدث ليس طردًا عابرًا، بل تفجير جيوسياسي حقيقي. وإذا استمرت الدول في تجاهله فإن “الطرد الكبير” لأفغان ما هو إلا البداية، ومشهدًا مرشّحًا للتفوّق على الأزمة الأوكرانية بإيحاءات إنسانية وأمنية تتجاوز حدودها إلى أوروبا والعالم.
المحرر السياسي، يورو تايمز