يورو تايمز .. 27 يونيو 2025
في مقتطف من كتابه «رهين إيران: 790 يومًا في الأسر»، استعاد الدبلوماسي السويدي جوهان فلوديروس تجربته القاسية داخل سجن إيفين في طهران بعد اعتقاله أثناء رحلة خاصة في أبريل 2022 . وذكر أنه دخل سجنه وهو في حالة نفسية مضطربة تحت وطأة عزل تام واليأس، لدرجة أنه حاول في إحدى الليالي أن يعرض نفسه للتعاون مع وسائل الاستخبارات الإيرانية مقابل الحرية، وهو ما وصفه اليوم بأنه “فكرة أشعر بالخجل منها طيلة حياتي”.
ووثّق فلوديروس كيف كان يقبع في زنزانة ضيقة بعزل مطبق، يعمها ضوء نهاري دائم، وسط حالة من القلق النفسي المتواصل وتعطل الزمن، إذ كانت “الأفكار السوداء” تداهمه منذ الأسبوع الأول، وأشار إلى استحضار ما سماه “قوة ثابتة” داخله مكنته من مواصلة الصمود .
تطرّق كذلك إلى الضغوط النفسية التي شكّلها التعرض لتحرش جنسي من أحد السجّانين في مقابل بعض الكتب التي سمح له باقتنائها، وهو يوثق ذلك بوضوح في روايته، مع تأكيده أن هذه الحادثة أثرت فيه بشدة .
واسترجع لحظة نقله إلى مكان مجهول وسط ضبابية الرؤية، عندما همّ سجين أنَّه “إذا عرفتم أين نحن، سنقتلكم”، عبارة أثارت رعبًا قويًا في نفسه .
العمل يوثّق أيضاً لحظات أساسية في حياته مثل إعلان صفحاته الأولى عبر رسالة على هاتفه في المطار، اللحظة التي دخل فيها المحكمة بتوقع الحصول على إجابة وانفجار الإدانة بدل ذلك، وما بعدها من عزلة امتدت لأشهر ثم انتقاله إلى زنزانة مشتركة حيث اكتشف أنه “رهينة”، وفق وصف آخر السجناء .
وتجدر الإشارة إلى أن فلوديروس أُطلق سراحه في يونيو 2024 ضمن صفقة تبادل سجناء بين طهران وستوكهولم، عقب احتجازه لمدة تقارب العامين.
