كشف المستور

مقاطع فيديو تشعل أزمة في فرنسا بعد هتافات لمشجعين جزائريين تتضمن عبارات عن الاستعمار

يورو تايمز / ليون

أثارت مقاطع فيديو جرى تداولها على نطاق واسع في فرنسا موجة جدل سياسي وقضائي في مدينة ليون، عقب قيام مشجعين جزائريين بترديد هتافات مثيرة للجدل تتعلق بتاريخ الاستعمار خلال تجمع احتفالي مساء الأحد. وعلى خلفية هذه المشاهد، أعلنت Préfecture du Rhône إحالة الملف إلى النيابة العامة، بعد رصد عبارات وُصفت بأنها قد تشكل مخالفات قانونية.

وبحسب ما أوردته صحيفة Le Figaro، تجمع نحو 150 شخصًا في ساحة غابرييل بيري بحي غيّوتيير في الدائرة السابعة من ليون، للاحتفال بفوز المنتخب الجزائري على بوركينا فاسو وتأهله إلى الدور ثمن النهائي من كأس أمم أفريقيا. غير أن الأجواء الاحتفالية سرعان ما تحولت إلى توتر أمني.

وأفادت المصادر بأن التجمع تخللته هتافات تضمنت عبارات من بينها: «أنتم استعمرتمونا، والآن أنتم في ورطة» و«البلد بلدنا ونفعل فيه ما نشاء»، إلى جانب استخدام مفرقعات وألعاب نارية، ورشق مقذوفات باتجاه قوات الشرطة، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور في عدد من شوارع الحي.

وأمام تصاعد التوتر، اضطرت قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق التجمع وإعادة الهدوء إلى المنطقة. وتُظهر مقاطع الفيديو المتداولة مشاركة المؤثرة الفرنسية-الجزائرية Sofia Benlemmane في ترديد بعض هذه العبارات، وهي شخصية معروفة للسلطات القضائية بسوابق مشابهة.

وفي هذا السياق، أكدت محافظة الرون Fabienne Buccio أنها قامت بإخطار النيابة العامة استنادًا إلى المادة 40 من قانون الإجراءات الجزائية، التي تلزم السلطات بإبلاغ القضاء عند الاشتباه بوقوع أفعال قد تشكل جرائم.

وتشير المعطيات القضائية إلى أن المعنية سبق أن أدينت في أبريل الماضي بالسجن تسعة أشهر مع وقف التنفيذ، بعد توجيهها تهديدات بالقتل وإهانات جسيمة لأشخاص انتقدوا السلطات الجزائرية. كما يعود أول مثول لها أمام القضاء إلى عام 2001، عندما اقتحمت أرضية ملعب Stade de France خلال مباراة ودية بين فرنسا والجزائر، ما أسفر آنذاك عن حكم بالسجن مع وقف التنفيذ ومنعها من دخول الملاعب لثلاث سنوات.

وبحسب ما أعلنته السلطات، بات الملف الآن بيد نيابة ليون التي ستقرر ما إذا كانت ستباشر ملاحقات قضائية، سواء بحق الشخصيات الظاهرة في المقاطع أو مشاركين آخرين في التجمع. كما ستُستخدم التسجيلات المصورة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد هوية المشتبه بهم وتقييم طبيعة الأفعال المنسوبة إليهم.

وتأتي هذه القضية في سياق تشديد الرقابة الأمنية على التجمعات المرتبطة بالمناسبات الرياضية، وسط مخاوف رسمية من تحول الاحتفالات العفوية إلى أحداث تحمل طابعًا سياسيًا أو أمنيًا، في ظل الانتشار الواسع للهواتف الذكية ومنصات التواصل.

المصدر:
Police & Réalités – نقلًا عن Le Figaro
https://www.police-et-realites.fr

زر الذهاب إلى الأعلى