هنا اوروبا

فرنسا: توقيف خمسة مزارعين بعد تغطية رادار آلي لمراقبة السرعة

يورو تايمز / روان
أوقفت الشرطة الفرنسية، مساء الجمعة، خمسة مزارعين من إقليم سين-ماريتيم بعد قيامهم بتغطية رادار آلي لمراقبة السرعة في مدينة روان، في خطوة احتجاجية نفذها أعضاء من اتحاد Jeunes Agriculteurs. وشملت التوقيفات رئيس الاتحاد على مستوى الإقليم، قبل أن يتم الإفراج عنهم صباح السبت، وسط تصعيد لهجة النقابة التي وصفت ما جرى بأنه “استفزاز من الدولة”، وأعلنت عن تحرك إقليمي واسع مطلع يناير المقبل.

العملية الأمنية جرت قرابة الساعة الحادية عشرة والربع ليلًا على الطريق السريع الجنوبي “Sud III” في مدينة روان، حيث كان المزارعون الخمسة بصدد تغطية رادار ثابت لقياس السرعة ضمن تحرك رمزي احتجاجي. وتدخلت قوات الشرطة على الفور، حيث جرى توقيفهم واقتيادهم إلى الحجز الاحتياطي، قبل أن يُخلى سبيلهم صباح السبت عند حدود الساعة الحادية عشرة.

وبحسب المعنيين، فإن هذه الخطوة جاءت في سياق سلسلة من التحركات التي ينفذها المزارعون منذ أسابيع للتعبير عن غضبهم من أوضاع القطاع الزراعي، والضغوط الاقتصادية والتنظيمية المتزايدة التي يواجهونها. وأكد الاتحاد أن التحركات الأخيرة كانت رمزية وسلمية، وجاءت بعد استجابة لطلبات السلطات بتعليق أساليب الاحتجاج الأكثر حدة مثل إغلاق الطرق.

وفي بيان نشره اتحاد المزارعين الشباب في سين-ماريتيم على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “لا نسيان ولا غفران”، اعتبر الاتحاد أن توقيف أعضائه يمثل “ردًا أمنيًا غير متناسب” و”إهانة جديدة للمزارعين”، متسائلًا عن جدوى الحوار الذي دعت إليه السلطات في الوقت الذي يتم فيه، بحسب وصفه، اللجوء إلى الاعتقالات بدل الاستجابة للمطالب.

وأضاف البيان أن هذه التوقيفات تعكس، من وجهة نظر الاتحاد، رغبة رسمية في “زرع الخوف والانقسام” داخل صفوف المزارعين، مؤكدًا في الوقت نفسه أن ما حدث لن يؤدي إلى تراجع الحركة الاحتجاجية، بل على العكس سيزيد من إصرار المزارعين على مواصلة تحركاتهم.

وفي هذا السياق، أعلن اتحاد المزارعين الشباب عن تنظيم تعبئة إقليمية كبرى يوم الخامس من يناير المقبل، حيث دعا المزارعين من مختلف مناطق نورماندي إلى التجمع ابتداءً من منتصف النهار على جسر نورماندي، أحد أهم المحاور الحيوية في المنطقة. وأوضح المنظمون أن هذه الخطوة تهدف إلى إيصال مجمل مطالب القطاع الزراعي إلى السلطات، محذرين من أن حجم المشاركة هذه المرة سيكون واسعًا.

وختم الاتحاد بيانه بالتأكيد على أن المزارعين “لن يتم إسكاتهم”، وأن الدفاع عن مستقبل الزراعة الفرنسية سيستمر مهما كانت الضغوط، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين السلطات والحركات الزراعية في عدة مناطق من البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى