تفعيل خطة البرد القارس في باريس وإيل-دو-فرانس بعد ضغوط من البلديات والجمعيات

يورو تايمز / باريس
أعلن محافظ إقليم إيل-دو-فرانس، مارك غيوم، مساء الأحد 28 ديسمبر 2025، تفعيل خطة «البرد القارس» في باريس وكامل الإقليم، في خطوة جاءت بعد أيام من درجات حرارة سلبية متواصلة وضغوط مكثفة مارستها جمعيات إنسانية وعدد من المسؤولين المنتخبين في العاصمة لحماية المشردين والفئات الأشد هشاشة.

وأوضحت المحافظة في بيان رسمي أن استمرار موجة البرد خلال الأيام المقبلة استدعى تفعيل الخطة، ما يسمح بتعزيز فوري لإجراءات الإيواء والحماية المخصصة للأشخاص من دون مأوى، بما يشمل توسيع ساعات عمل مراكز الاستقبال النهاري، وتعزيز دوريات المساعدة الاجتماعية في الشوارع، وفتح طاقات إضافية للإيواء الطارئ، مع عناية خاصة بالعائلات التي تضم أطفالًا والنساء المعزولات.

وأكدت محافظة إيل-دو-فرانس أن أماكن إيواء جديدة سيتم فتحها في مراكز الاستقبال وقاعات جرى تخصيصها لهذا الغرض، مشيرة إلى أنه سيتم ابتداءً من يوم الاثنين استقبال ستين امرأة معزولة داخل مرافق تابعة لمحافظة الإقليم ومحافظة باريس. كما أعلنت السلطات عن حجز غرف فندقية إضافية لتلبية جميع طلبات الإيواء العاجلة خلال فترة البرد القارس.

ويأتي هذا القرار بعد انتقادات حادة وُجهت للسلطات بسبب التأخر في تفعيل الخطة، رغم تسجيل درجات حرارة سالبة لعدة ليالٍ متتالية. وكانت المحافظة قد بررت موقفها سابقًا بأن تفعيل الخطة يخضع لمعايير موضوعية تحددها هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، عندما تنخفض درجات الحرارة المحسوسة إلى ما دون خمس درجات مئوية تحت الصفر ليلًا وتبقى سالبة نهارًا لثلاثة أيام متتالية.

وتشير تقديرات بلدية باريس إلى وجود نحو 3500 شخص بلا مأوى في شوارع العاصمة، وهو ما دفع رئيسة البلدية ومسؤولين منتخبين، إلى جانب جمعيات إنسانية، إلى المطالبة بتدخل عاجل، واصفين الوضع بأنه «مأساوي». وقد رحب عدد من السياسيين بتفعيل الخطة، معتبرين القرار خطوة ضرورية، وإن جاءت متأخرة، لحماية الأرواح خلال موجة البرد.

وبالتوازي مع قرار باريس، أعلنت محافظات الضواحي تباعًا تفعيل خطة «البرد القارس» داخل نطاقها. ففي سين-سان-دوني، جرى فتح 360 مكان إيواء إضافيًا منذ بداية الشتاء، مع تمويل يومي لنحو 18 ألفًا و500 مكان إيواء طارئ. وفي أو-دو-سين، أكدت المحافظة أنها باشرت منذ 23 ديسمبر تكييف إجراءاتها تدريجيًا، قبل أن تعلن التفعيل الرسمي للخطة مساء الأحد.

أما في فال-دواز، فقد تم تمديد ساعات عمل مراكز الاستقبال النهاري حتى المساء، وفتح 25 مكان إيواء طارئ إضافيًا للأشخاص المعزولين، إضافة إلى استقبال العائلات في الفنادق عند الاتصال برقم الطوارئ 115. وأفادت المحافظة بأن قرابة مئة شخص طلبوا المساعدة خلال يومي 27 و28 ديسمبر، مع تعزيز دوريات المساعدة لرصد الحالات الأكثر عرضة للخطر.

وفي إيسون ويڤلين وسين-إي-مارن، شملت الإجراءات فتح أماكن إيواء إضافية، وتوسيع استقبال الليل في بعض المراكز التابعة للصليب الأحمر، وزيادة عدد الدوريات الميدانية، مع توزيع أغطية ومشروبات ساخنة، على أن يُعاد تقييم هذه التدابير مع تطور الأوضاع الجوية خلال الأيام المقبلة.

ودعت السلطات سكان الإقليم إلى الإبلاغ عن أي شخص في حالة خطر في الفضاء العام عبر الاتصال بالرقم المجاني 115، للتدخل السريع ووضع المحتاجين في مأمن من موجة البرد.