تحقيقات ومقابلات

بعد طعن ثلاث نساء… الخوف يخيّم على راكبات مترو باريس

يورو تايمز / باريس
خيّم شعور متزايد بعدم الأمان على عدد كبير من النساء اللواتي يستقللن مترو باريس، وذلك في أعقاب سلسلة اعتداءات بسكين استهدفت ثلاث نساء في ثلاث محطات مختلفة على الخط الثالث للمترو، بعد أن أقدم رجل يبلغ 25 عامًا على تنفيذ الهجمات ظهر الجمعة، قبل أن يتم توقيفه ووضعه رهن الحراسة النظرية، بحسب ما أفادت به السلطات الفرنسية.

وفي اليوم التالي للاعتداءات، عبّرت نساء كثيرات عن خوف دائم ومتصاعد أثناء تنقلهن في وسائل النقل العام، خصوصًا في الخط الثالث الذي يربط شرق باريس بغربها. تقول فيليزبيلا، وهي امرأة تبلغ من العمر نحو 86 عامًا وتستقل عادة المترو من محطة Arts-et-Métiers في الدائرة الثالثة:
«لأول مرة في حياتي، بدأت أراقب الممرات جيدًا، أنظر يمينًا ويسارًا، وأتفحص إن كان هناك شخص مريب».

وتضيف السيدة المسنّة أن شعورها بالأمان الذي رافقها لعقود تبدد فجأة بعد أن سمعت عن الاعتداءات عبر وسائل الإعلام، لا سيما أن إحدى الهجمات وقعت في المحطة التي تستخدمها بانتظام.

ثلاث هجمات خلال وقت قصير

وكانت ثلاث نساء قد تعرضن للطعن بسكين في ثلاث محطات مختلفة من الخط الثالث، في اعتداءات وُصفت بأنها عشوائية وغير مبررة، ونُفذت في وضح النهار وأمام شهود. ووفق المعطيات الرسمية، فإن المشتبه به رجل يبلغ 25 عامًا ويحمل الجنسية المالية، وقد جرى توقيفه بعد ساعات قليلة من الوقائع.

وقد أسفرت الاعتداءات عن إصابة ثلاث نساء بجروح، إحداهن كانت حاملًا، في حوادث أثارت صدمة واسعة وأعادت الجدل حول أمن النساء في وسائل النقل العامة داخل العاصمة الفرنسية.

استراتيجيات لتفادي الخطر

وتقول مسافرة أخرى، التقتها صحيفة Le Parisien على رصيف المترو، إنها باتت تعتمد قواعد جديدة منذ الحادثة:
«إذا رأيت عربة فارغة، لا أركبها. أفضل أن أكون في مكان فيه أشخاص آخرون».

وتؤكد نساء أخريات أنهن أصبحن يتجنبن الجلوس بمفردهن، ويحرصن على الوقوف قرب السائق أو في العربات المزدحمة، في محاولة للشعور بقدر أكبر من الأمان.

قلق متزايد ومطالب بتعزيز الأمن

وتأتي هذه المخاوف في وقت تشهد فيه باريس نقاشًا متجددًا حول أمن النقل العام، خاصة بعد تسجيل ارتفاع في الاعتداءات داخل المترو خلال السنوات الأخيرة. ويطالب عدد من الركاب بزيادة الوجود الأمني والدوريات الشرطية، إضافة إلى تحسين أنظمة المراقبة والاستجابة السريعة للحوادث.

ورغم تأكيد السلطات أن الاعتداءات لا تحمل طابعًا إرهابيًا، إلا أن وقعها النفسي كان قويًا، خصوصًا بين النساء اللواتي يعتبرن المترو وسيلة نقل يومية لا غنى عنها.

زر الذهاب إلى الأعلى