باريس: طعن ثلاث نساء في هجمات متتالية داخل المترو خلال نصف ساعة

يورو تايمز / باريس
شهدت شبكة مترو Paris، بعد ظهر الجمعة 26 ديسمبر 2025، سلسلة اعتداءات خطيرة بالسلاح الأبيض استهدفت ثلاث نساء على الخط الثالث من المترو، في هجمات متتالية وقعت خلال أقل من ثلاثين دقيقة، قبل أن تتمكن الشرطة من توقيف المشتبه به في ضواحي العاصمة.
وبحسب ما أفادت به مصادر قضائية وأمنية، فقد وقعت أولى الاعتداءات قرابة الساعة الرابعة عصرًا، عندما أقدم رجل يبلغ من العمر 25 عامًا على طعن امرأة داخل إحدى عربات الخط الثالث، الذي يربط بين باغنوليه وليفالوَا-بيري، دون أن تُعرف في تلك المرحلة دوافعه.
وبعد دقائق قليلة، ظهر المشتبه به مجددًا في محطة Arts-et-Métiers على الخط نفسه، حيث هاجم امرأة ثانية مستخدمًا السكين ذاتها، قبل أن يلوذ بالفرار مرة أخرى. ولم تمضِ سوى دقائق حتى نفّذ اعتداءً ثالثًا عند محطة Opéra، لتكتمل بذلك سلسلة الهجمات الثلاث في فترة زمنية وجيزة.
وعقب الاعتداء الأخير، حاول المهاجم الفرار عبر الخط الثامن للمترو، إلا أن أجهزة الأمن كانت قد أطلقت عملية تعقب واسعة. وبفضل تسجيلات كاميرات المراقبة، تمكنت شرطة أمن النقل الإقليمي (SRT) من تحديد هويته بسرعة، في إطار تحقيق فُتح بتهم محاولة القتل العمد والعنف باستخدام سلاح أبيض، وفق ما أعلنه الادعاء العام في باريس.
وأوضحت النيابة أن المشتبه به، المولود في مالي، معروف لدى أجهزة الشرطة في قضايا متعددة، لا سيما جرائم متعلقة بالاعتداء على الممتلكات. ووفق مصدر أمني، فإن المعني في وضعية غير قانونية من حيث الإقامة، كما سبق أن ارتبط اسمه بقضايا اعتداءات جنسية. وقد جرت محاولات عدة لترحيله سابقًا دون نجاح، كما وُضع في مركز احتجاز إداري (CRA) بين شهري يوليو وأكتوبر الماضيين.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن فرضية العمل الإرهابي استُبعدت سريعًا، مرجحة أن يكون الفاعل شخصًا يعاني من اضطرابات نفسية. أما الضحايا الثلاث، فقد أُصيبت اثنتان بجروح في الظهر والفخذ، فيما كانت إحدى الضحايا حاملًا وقت الاعتداء. ورغم أن الإصابات وُصفت بالطفيفة طبيًا، إلا أن شهود عيان أكدوا وجود نزيف واضح في مكان الحادث، بحسب شهادة امرأة كانت متواجدة في محطة République.
وبفضل تحديد موقع هاتفه المحمول، تمكنت الشرطة من الوصول إلى مكان وجوده، حيث جرى توقيفه داخل مسكنه في مدينة Sarcelles، شمال باريس، قبل الساعة السابعة مساءً بقليل، أي بعد أكثر من ساعتين من آخر اعتداء.
وعقب العملية، أشاد وزير الداخلية الفرنسي Laurent Nuñez بسرعة تحرك قوات الأمن، مثنيًا على “المعرفة الدقيقة للميدان” لدى شرطة النقل، وعلى الدور الحاسم لشبكة كاميرات المراقبة في توقيف المشتبه به.
وفي الأثناء، عاد الهدوء تدريجيًا إلى محطات المترو المعنية، لا سيما Opéra وRépublique، إلا أن الحادثة أعادت إلى الواجهة مخاوف متزايدة لدى مستخدمي المترو، خصوصًا النساء. وأعربت بعض الراكبات عن قلقهن من تكرار مثل هذه الاعتداءات، في وقت دعا آخرون إلى عدم السماح للخوف بشلّ الحياة اليومية في العاصمة.
وتزامن الحادث مع انعقاد اجتماع أمني قبل أيام بمبادرة من نقابة FO-Groupe RATP، وبحضور ممثلين عن محافظة الشرطة ومدينة باريس وهيئة Île-de-France Mobilités، لمناقشة أمن وسائل النقل. ووفق أرقام عرضتها النقابة، فإن الاعتداءات الجسدية على موظفي النقل ارتفعت بنسبة 5% خلال عام واحد.
