هنا السويد

السويد: الحكم بالسجن أكثر من ثلاث سنوات على شاب سوري بعد إدانته بجرائم إرهابية

يورو تايمز / ستوكهولم
قضت محكمة أتوندا الابتدائية في السويد، الخميس 18 ديسمبر 2025، بالسجن لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر على الشاب أجمان شناب، البالغ من العمر 23 عامًا، من مدينة فيمربي، بعد إدانته بعدة جرائم إرهابية خطيرة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وذلك رغم إنكاره لجميع التهم المنسوبة إليه.

ووفقًا للحكم، فإن شناب انضم إلى تنظيم داعش إلى جانب صديق طفولته زاكر محسني، البالغ من العمر العمر نفسه، وحاولا مرتين السفر للانضمام إلى التنظيم في الصومال، وهو ما اعتبرته المحكمة “سفرًا لأغراض إرهابية” بموجب قانون مكافحة الإرهاب السويدي.

وأوضحت المحكمة أن المتهم أُدين بتهم المشاركة في منظمة إرهابية، والتمويل المتكرر للإرهاب، ومحاولة تمويل الإرهاب، والسفر لأغراض إرهابية في حالتين منفصلتين. وقال القاضي يوهان نوردين، رئيس هيئة المحكمة، إن جميع الأفعال المنسوبة إلى شناب “كانت لها صلة مباشرة بتنظيم داعش، وتوافرت فيها النية الجنائية المطلوبة لتحميله المسؤولية وفق قانون الجرائم الإرهابية”.

وتعود الوقائع إلى سبتمبر 2023 عندما حاول شناب ومحصني السفر إلى الصومال، قبل أن يتم توقيفهما من قبل الشرطة في مناطق حدودية داخل إثيوبيا برفقة رجل ثالث قدم من السويد، ليُعاد ترحيلهم لاحقًا إلى السويد. وفي مارس 2024، نجح الاثنان في الوصول إلى الصومال بعد السفر أولًا إلى السعودية، غير أنهما أُوقفا في مطار هرغيسا من قبل السلطات الصومالية، قبل ترحيلهما مجددًا إلى السويد.

وخلال التحقيقات، حاول المتهمان تبرير رحلاتهما بأنها لأغراض “سياحية”، مشيرين إلى رغبتهما في زيارة أسواق الإبل ومشاهدة كهوف ونقوش قديمة، وهي رواية رفضتها المحكمة جملة وتفصيلًا.

وأظهرت الأدلة التقنية التي قدمها الادعاء وجود محادثات عبر تطبيق تلغرام مع جهات مرتبطة بتنظيم داعش، إضافة إلى تحويلات مالية بعملات رقمية قُدّرت بآلاف الكرونات السويدية، أُرسلت إلى حملات دعم مرتبطة بالتنظيم. كما ثبت، بحسب الحكم، أن شناب تقدم بطلب عضوية للتنظيم وتمت الموافقة عليه، وقام لاحقًا بتحميل دليل لصناعة القنابل وعدد من أفلام الدعاية الإرهابية على هاتفه المحمول.

وفي هاتف آخر صودر من منزله، عثرت الشرطة على مقاطع مصورة تظهر عمليات قتل مروعة نفذها داعش، تضمنت مشاهد قطع رؤوس أسرى وإطلاق النار عليهم وذبحهم.

ويحمل أجمان شناب الجنسية السورية، وكان قد وصل إلى السويد قبل نحو عشر سنوات. وعندما داهمت الشرطة منزله في أكتوبر 2023، تأخر في فتح الباب، مبررًا ذلك بأنه كان “يصلي لأسباب دينية”.

وخلال استجواباته، أنكر شناب باستمرار أي دعم لتنظيم داعش أو للأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة، وقدم نفسه على أنه “مسلم عادي” يلتزم بالصلاة والصيام وأعمال الخير فقط. كما أنكر، خلال استجوابه من قبل جهاز الأمن السويدي، أنه ناقش تنظيم داعش مع صديقه محسني.

ويُذكر أن زاكر محسني كان قد أُدين في فبراير 2025 ليصبح أول شخص في السويد يُدان بجريمة المشاركة في منظمة إرهابية، وحُكم عليه بالعقوبة نفسها التي صدرت الآن بحق شناب، وذلك عن النوع ذاته من الجرائم الإرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى