ارتفاع مقلق في الحوادث المميتة للسيارات دون رخصة في فرنسا

يورو تايمز / باريس
تثير الزيادة المتسارعة في استخدام السيارات الصغيرة دون رخصة، المعروفة في فرنسا باسم voiturettes، قلقًا متزايدًا لدى السلطات وشركات التأمين، في ظل ارتفاع مقلق في عدد الحوادث الخطيرة والمميتة المرتبطة بها، لا سيما بين المراهقين.
وفي محاولة دق ناقوس الخطر، نظّمت شركة التأمين MMA بداية ديسمبر الجاري تجربة تصادم واقعية في باريس، جمعت بين سيارة تقليدية من طراز Peugeot 308 SW تسير بسرعة 50 كيلومترًا في الساعة، وسيارة صغيرة دون رخصة من نوع Citroën Ami. وقد أظهر الاصطدام، الذي جرى في شارع بورت دو لا فيليت في الدائرة التاسعة عشرة، هشاشة هذه المركبات أمام السيارات التقليدية، حيث تضررت السيارة الصغيرة بشكل بالغ وتناثرت أجزاؤها في المكان.
ورغم أن التجربة كانت لأغراض توعوية، فإنها استُلهمت من حادثة حقيقية مأساوية. ففي إحدى الطرق الإقليمية، قاد شاب يبلغ من العمر 16 عامًا سيارة دون رخصة وبرفقته شقيقه الأصغر، دون أن يكون أي منهما مربوطًا بحزام الأمان. وبعد تجاوز إشارة “قف” وتقدير خاطئ لسرعة سيارة قادمة، وقع تصادم عنيف أسفر عن إصابة السائق بشلل رباعي دائم ووفاة شقيقه.
وتحظى هذه السيارات بإقبال متزايد بين فئة الشباب، نظرًا لإمكانية قيادتها ابتداءً من سن 14 عامًا دون الحاجة إلى رخصة قيادة تقليدية، فضلًا عن تسويقها على أنها بديل “آمن” وبسيط للتنقل داخل المدن. غير أن هذا النجاح التجاري يخفي، بحسب خبراء السلامة المرورية، مخاطر جسيمة، إذ إن هذه المركبات خفيفة الوزن تفتقر إلى معايير الحماية المتوافرة في السيارات العادية، سواء من حيث بنية الهيكل أو أنظمة السلامة.
وتحذر جهات التأمين من أن كثيرًا من مستخدمي هذه السيارات، خصوصًا القُصّر، يتعاملون معها على أنها أقرب إلى لعبة منها إلى مركبة حقيقية، ما يؤدي إلى سلوكيات خطرة مثل عدم ربط حزام الأمان، والاستهانة بقواعد المرور، وسوء تقدير السرعات والمسافات.
وتشير بيانات حديثة، نقلها Le Parisien عن جهات تأمينية، إلى أن عدد الحوادث الخطيرة التي تتورط فيها السيارات دون رخصة يشهد اتجاهًا تصاعديًا، مع تسجيل حالات وفيات وإصابات دائمة، الأمر الذي يعيد فتح النقاش حول ملاءمة الإطار القانوني الحالي المنظم لاستخدام هذه المركبات، ومدى كفاية شروط السلامة والتأهيل المفروضة على سائقيها.
وفي هذا السياق، شدد ممثلو شركة MMA على أن الهدف من تجربة التصادم هو التأكيد على أن “هذه السيارات الصغيرة ليست ألعابًا”، داعين إلى تعزيز حملات التوعية، وتشديد الرقابة، وربما إعادة النظر في شروط استخدامها، لتفادي تكرار مآسٍ مماثلة.
