موضوعات رئيسيةهنا السويد

نائبة الأدميرال السويدية إيفا هاسلوم: نحن مستعدون إذا هددت روسيا السويد وحلف الناتو

أثار تصريح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته موجة قلق واسعة في أوروبا، بعدما حذّر من أن الحلف قد يكون الهدف التالي لروسيا، وأن هجومًا روسيًا محتملًا قد يقع خلال خمس سنوات.

لكن نائبة الأدميرال السويدية إيفا سكوج هاسلوم لم تُفاجأ بهذه التحذيرات.

تقول هاسلوم:
«يُقال خلال خمس سنوات، لكن الأمر قد يحدث خلال عامين فقط».

كما كشفت أن جهاز الاستخبارات العسكرية الدنماركية (FE) حدّد عامًا بعينه قد تكون فيه روسيا جاهزة لشن هجوم واسع النطاق.


تحذير ناتو: الوقت ليس في صالحنا

في مؤتمر أمني عُقد في برلين بتاريخ 11 ديسمبر، أطلق الأمين العام للناتو مارك روته تحذيرًا شديد اللهجة، قال فيه:

«نحن الهدف التالي لروسيا، ونحن بالفعل في خطر. كثيرون يعتقدون أن الوقت في صالحنا، لكنه ليس كذلك. وقت التحرك هو الآن».

وحذّر روته من أن روسيا قد تصبح قادرة على شن هجوم عسكري على إحدى دول الناتو خلال خمس سنوات، ما لم يعزز الحلف قدراته الدفاعية بشكل جذري.

وردّ الكرملين على هذه التصريحات، حيث وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف كلام روته بأنه «غير مسؤول».


السويد ليست متفاجئة… ومستعدة

نائبة الأدميرال إيفا سكوج هاسلوم، التي تشغل حاليًا منصب رئيسة القيادة العملياتية للقوات المسلحة السويدية، قالت إنها غير متفاجئة بتصريحات روته.

وأضافت:
«كلما صدرت مثل هذه التصريحات، يتهمنا البعض بأننا نحاول التخويف للحصول على دعم لنشاطنا. هذا تفسير خاطئ. نحن لا نخيف أحدًا، بل نقول: نحن مستعدون».

وشددت على أن التهديد الروسي قد يأتي أسرع مما يتوقعه كثيرون.


القيادة العملياتية السويدية ودور الناتو

تشغل هاسلوم موقعًا مركزيًا في منظومة الدفاع السويدية، إذ تتولى القيادة العملياتية تنسيق وإدارة ما يقوم به الجيش السويدي على الأرض والبحر والجو، كما تضطلع بمهمة التنسيق العملياتي مع قوات الناتو.

وتراقب هذه القيادة بشكل دائم الوضع في بحر البلطيق، حيث تنتشر وحدات بحرية تابعة للناتو وأخرى وطنية، تتابع تحركات السفن الحربية الروسية، والغواصات، إضافة إلى ما يُعرف بـ«أسطول الظل الروسي» الذي ينقل النفط والغاز من موانئ قريبة من سانت بطرسبورغ عبر بحر البلطيق ومضيق الحزام العظيم.

وفي الجو، تُرصد كذلك تحركات الطيران العسكري الروسي بشكل مستمر.


روسيا منشغلة بأوكرانيا… لكن الخطر قائم

تؤكد هاسلوم أن روسيا في الوقت الراهن منشغلة بالحرب في أوكرانيا، ولا تمتلك القدرة على شن هجوم واسع ضد الناتو.

لكنها تحذر من أن الوضع قد يتغير بسرعة إذا توقفت الحرب في أوكرانيا، سواء عبر وقف إطلاق نار أو اتفاق سلام.

وتقول:
«إذا انتهت الحرب في أوكرانيا، فستكون لدى روسيا فرصة لإعادة بناء قوتها العسكرية بسرعة».


الاستخبارات الدنماركية: 2031 عام الخطر

في تقرير حديث، قدّرت الاستخبارات العسكرية الدنماركية (FE) أن روسيا قد تكون مستعدة لخوض حرب كبرى ضد الناتو بحلول عام 2031، إذا تحققت ثلاثة شروط رئيسية:

  1. انتهاء الحرب في أوكرانيا.
  2. ضعف أو انقسام سياسي داخل حلف الناتو.
  3. استمرار روسيا في التسلح العسكري، مع تخلف دول الناتو عن مواكبة هذا التسلح.

وترى هاسلوم أن هذا التقييم واقعي، مضيفة:
«روسيا تستفيد من أي انقسام غربي. كل خلاف أو توتر بين الدول الغربية يصب في مصلحة عملياتها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار».


روسيا في وضع اقتصادي صعب

تصف هاسلوم روسيا بأنها تعيش حالة من “اليأس الاقتصادي”، بسبب اعتمادها الكبير على صادرات النفط والغاز، وعدم قدرتها على التحكم بأسعارها كما في السابق.

وتضيف:
«إذا قررت روسيا الدخول في حرب مع الناتو، فهي تعرف جيدًا حجم القوة التي ستواجهها. يصعب عليّ تصديق أنهم سيقدمون على خطوة بهذه الحماقة. لكن رغم ذلك، نحن مستعدون».


بحر البلطيق… نقطة الاحتكاك الأخطر

تشير هاسلوم إلى أن التغير الأبرز خلال العام الأخير هو أن البحرية الروسية باتت ترافق وتحمي سفن “أسطول الظل” في بحر البلطيق، لأنها تشكّل شريانًا حيويًا لاقتصاد روسيا.

وتوضح:
«هذه السفن ضرورية للغاية بالنسبة لروسيا، ولهذا السبب تقوم بحمايتها عسكريًا».

وعند سؤالها عن احتمال وقوع مواجهة بين الناتو وروسيا في بحر البلطيق، قالت:
«قد يحدث احتكاك، لكن على الأرجح بسبب حادث عرضي أو سوء تقدير. لا توجد رغبة لدى دول الناتو في التصعيد، لكن إذا تم انتهاك حدودنا، فسنُظهر قوتنا دون تردد».


منطقة البلطيق… الأكثر عرضة للخطر

تؤكد الاستخبارات الدنماركية، وتشاركها السويد الرأي، أن منطقة بحر البلطيق هي الأكثر عرضة لاستخدام روسيا للقوة العسكرية ضد الناتو، وهو ما قد يجرّ الدنمارك والسويد مباشرة إلى المواجهة.

وتختتم هاسلوم بالقول:
«منطقتنا بأكملها حساسة للغاية. نحو 15٪ من حركة الشحن العالمية تمر عبر بحر البلطيق. أي اضطراب هناك ستكون له تداعيات دولية واسعة».

زر الذهاب إلى الأعلى