روبيرت ملحم: تحالفات تحت الطاولة وصراع مبكر على رئاسة الحكومة العراقية

ما بعد الانتخابات العراقية: سيناريوهات مفتوحة وتحديات جديدة
تحالفات متشابكة وصراع مبكر على رسم ملامح السلطة المقبلة
مع انتهاء العملية الانتخابية وإغلاق صناديق الاقتراع، يدخل العراق مرحلة جديدة لا تقلّ حساسية عن يوم التصويت نفسه، إذ تتجه الأنظار الآن إلى ما بعد الانتخابات، حيث تبدأ المساومات والتحالفات لتشكيل الحكومة المقبلة وسط مشهد سياسي معقد وتوقعات شعبية متناقضة.
تحالفات متقلبة وصراع على الكتلة الأكبر
من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة حراكاً سياسياً مكثفاً بين الكتل الفائزة لتشكيل “الكتلة الأكبر” داخل البرلمان، وهي التي تمتلك الحق الدستوري في تسمية رئيس الوزراء الجديد.
التجارب السابقة تشير إلى أن هذه المرحلة غالباً ما تتسم بتبدّل التحالفات وارتفاع وتيرة المفاوضات خلف الكواليس، في ظل تنافس إقليمي ودولي على التأثير في القرار السياسي العراقي.
💥صعوبات في تشكيل الحكومة
تشكيل الحكومة يمثل التحدي الأبرز في المرحلة المقبلة. فالتجاذبات الحزبية والطائفية تجعل من عملية التشكيل مهمة شاقة، وقد تعيد البلاد إلى أجواء الانسداد السياسي التي عاشتها بعد انتخابات عام 2021.
ويرى مراقبون أن أي تأخير جديد في اختيار الحكومة قد يزيد من حالة الإحباط الشعبي، خصوصاً أن المواطن العراقي ينتظر حلولاً ملموسة للأزمات الخدمية والاقتصادية.
💥الشارع العراقي بين الأمل والتشاؤم
بينما يعلّق بعض العراقيين آمالاً على برلمان جديد أكثر فاعلية، تبقى فئة واسعة من الشارع متشائمة، معتبرة أن الوجوه تتغير لكن السياسات تبقى ذاتها.
نشطاء الحراك المدني يراقبون المشهد بحذر، وقد يعاودون تحركاتهم إذا لم يلمسوا تغييراً حقيقياً في نهج السلطة.
💥مواقف خارجية مترقبة
على الصعيد الدولي، تتابع الولايات المتحدة مجريات العملية السياسية بهدف ضمان استقرار العراق ومنع تمدد النفوذ الإيراني، فيما تسعى إيران إلى الحفاظ على حضورها السياسي والعسكري عبر الأحزاب القريبة منها.
أما المجتمع الدولي، فيركز على ضرورة ولادة حكومة مستقرة قادرة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وتوفير بيئة آمنة للاستثمار.
💥سيناريوهات مفتوحة
المرحلة المقبلة قد تسلك أحد ثلاثة مسارات رئيسية:
1- تشكيل حكومة توافقية تجمع مختلف القوى لتجنب الانقسام، لكنها قد تكون ضعيفة الأداء.
2- قيام تحالف أغلبية سياسية قادر على اتخاذ قرارات حاسمة، وهو خيار صعب لكنه الأكثر استقراراً على المدى البعيد.
3- استمرار الجمود السياسي في حال فشل الأطراف بالتوصل إلى اتفاق، ما قد يفتح الباب أمام انتخابات مبكرة جديدة.
في النهاية، يقف العراق اليوم أمام مفترق طرق حاسم، بين إمكانية التغيير الفعلي واستمرار الدوران في حلقة الأزمات المعتادة.
ويبقى السؤال المطروح:
هل ستتمكن القوى السياسية من تجاوز مصالحها الضيقة لبناء دولة مؤسسات حقيقية، أم ستبقى الخلافات عنوان المرحلة المقبلة؟
