آراء

نزار العوصجي: هناك من يريد لمأساة غزة أن تتكرر في لبنان

لعلمنا أن الحقوق الفكرية محفوظة ، بحثنا بجد عن صاحب مقولة : “حقاً أن الغباء موهبه” ، وللأسف لم نتوصل اليه ، مما دفعنا إلى أبتكار مقولة مشابهة لا تختلف كثيراً في الصياغة وهي : “حقاً أن العمالة سمه” ..

يبدوا أن عناصر حزب الله اللبناني وعلى رأسهم الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم لم يتعضوا من الكارثة التي حلت على رؤوس أهل غزه ، نتيجة الحماقة التي أقدمت عليها قيادة منظمة حماس ، وهذا الأمر يضعنا أمام احتمالين لا ثالث لهما :
الاحتمال الأول : أن حزب الله وقياداته لا يمتلكون أدنى مستوى من الحكمة ، بل العكس تماماً ، مما يدل على أنهم لا يمتون للبنان بصلة ، وهذا ما أكده المطلعون على رسالة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الأخيرة ، بعد أن بدء حديثه الغير مسؤول بجملة : أنا راجع إلى السلاح فاستعدوا لنار جهنم !!
والاحتمال الثاني : أن عمالة عناصر حزب الله وقياداته تؤكد تبعيتهم لإيران الشر ، بذلك تتفوق التبعية على الانتماء للوطن ، أي أن تفانيهم في حماية وجود نظام الولي السفيه ، أكبر بكثير من ارتباطهم بوطنهم ، لذا فأن الحفاظ على الكيان الإيراني أهم من الحفاظ على وجود لبنان وشعبه ، وفق تصورهم !!

أراد الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن يوصل في رسالته الرعناء ، نداء الموت للشعب دون أن يرف له جفن ، وكأنه يقول ، لا يهمني شيئ ، أنا مصر على تدمير هذا البلد ، أنا أعمى البصر والبصيرة ، أنا على أستعداد لموت جماعي لكل اللبنانيين ، وأنا على أستعداد لأن أجعل من لبنان غزه جديدة ، ولهذا أنا راجع إلى السلاح فاستعدوا لنار جهنم ، وكأنه لم يرى ما حصل في غزه من إبادة جماعية وتدمير كارثي !!

في تصريح المعمم نعيم قاسم أشارة واضحة تشير إلى أنقلاب حزب الله على النظام السياسي في لبنان ، كما أنه عملية نسف لكل الجهود التي بذلت لإصلاحه ، ومحواً تام لكافة المحاولات الرامية إلى خلق حالة من التوازن السياسي العقلاني في الداخل اللبناني ، وكذلك قطع الطريق امام الدبلوماسية الساعية إلى تحسين العلاقة مع المحيط العربي والدولي ..

في كتابه المفتوح الذي وجهه إلى الرئاسات الثلاثة إنقلاب واضح وصريح على كل ما وقع عليه في نوفمبر 2024 ، وتنصل عن تعهداته بوقف العمليات العسكرية والتخلي عن سلاح حزب الله ، وحصر السلاح بيد الدولة وتسليمه إلى الجيش اللبناني ..
وفي كتابه المفتوح نهج صريح لأعادة لبنان إلى الوراء ، وذلك يعني أنه يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل 8 أكتوبر 2023 ، وأنه غير معني بأي إتفاق أبرم لوقف القتال مع إسرائيل ، وكانه لا يدرك ما أصاب لبنان من دمار ، وما حصل من كوارث انهكت قدرات لبنان على كافة الأصعدة ، وأن سيده حسن نصرالله قد أغتيل بسبب جنون وهلوسات الحزب ..

على الرغم من هزيمة حزب الله أمام إسرائيل ، لازال الحزب مصراً على الاستقواء بوجه الدولة اللبنانية ، والأهم أنه لازال مصراً على إنكار حقيقة وضعه ، فبعد مرور سنة على هزيمة الحزب لازالت نواياه غير واضحة ، مما يدل على انه يفتقد إلى المصداقية في التعامل ، ولا يوجد ما يشير فعلاً إلى قبوله بقرار تسليم السلاح ، وأنه لا يسعى للسيطرة على السلطة ..
ففي رسالة الشيخ نعيم قاسم المتهورة ، نسف تعهده بأن الجيش اللبناني هو صاحب الحق في الرد على أي إعتداء يستهدف أمن وسيادة لبنان ، كما نسف كافة الوساطات العربية والدولية وفي مقدمتها المصرية والفرنسية التي سعت للوصول إلى قرار وقف أطلاق النار ..
بهذا التصريح الغير مسؤول قدم حزب الله لإسرائيل المبرر الذي كانت تنتظره للعودة إلى تنفيذ عملياتها العسكرية وانتهاك السيادة اللبنانية ..
أهداها الأذن في القيام بضرب الأهداف التي ترى أنها تشكل خطراً على أمنها ، فأي جنون هذا الذي يجعلك ترمي بلبنان وشعبه إلى نار جهنم ؟؟

بتصريحات المعمم نعيم قاسم عاد لبنان إلى الوراء ، وعادت الغارات العنيفة رغم أنها لم تتوقف ، كما عادت لغة التهديد ، بذلك عادت التحذيرات من عودة السلاح ..
وبعد كل هذا ماذا يخفي حزب من وراء توجهه بالتصدي للمفاوضات مع إسرائيل ؟؟
فبدلاً من يغلق رسالته المفتوحة إلى مستضعفي العالم وممانعة المنطقة ومجاهدي ما وراء الحدود ، فاجئ اللبنانيين والرئاسات الثلاثة بمن فيهم الرئيس اللبناني برسالة مفتوحة يؤكد فيها إستضعافه لقوة الدولة ، ومانع التحاقها بركب الاستقرار والازدهار ، وجاهد لإجهاض وقبر المساعي الرئاسية في مهدها ..
آلم يدرك حزب الله بعد أن لبنان لم يعد يحتمل مكابرة واستهتار قياداته ؟؟
آلم يدرك بعد خطورة الوضع على مستقبل لبنان وشعبه ؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه هو :
إلى متى سيستمر سكوت دول العالم عن مخططات نظام الملالي في إيران ، والرامية إلى تدمير الأقطار العربية ، وإنهاء الوجود العربي فيها ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى