آراء

د. حسن علي الحسناوي: شاكر الخفاجي قيادي الظل مع مارك سافايا الكلداني

شاكر الخفاجي الذي جاء مع سافايا في اول زياره له بعد تكليف سافايا من الرئيس ترامب فالخفاجي بين نشاطه الماضي والحالي تؤكد إلى شخصية إشكالية في المشهد السياسي والمهجري العراقي تتسم بـ الازدواجية والتقاطع في الولاءات بين أطراف إقليمية ودولية متنافسة.
يُمكن الإشاره إلى هذه المعلومات ضمن سياق التعقيدات الجيوسياسية في العراق ما بعد احتلاله في سنة 2003 حيث تتشابك المصالح الأمريكية والإيرانية عبر قنوات وشخصيات تبدو في الظاهر متعارضة لكنها بالواقع متوافقة جدا:
واذا ما اردنا تحليل شخصية شاكر الخفاجي سنلاحظ مايلي :
اولا :الازدواجية واختراق المحاور

  1. مرحلة ما قبل 2003: “عنصر مخترِق” للنظام قبل الاحتلال
    -النشاط المعلن: رئاسة مؤتمر المغتربين العراقيين بالتنسيق مع المخابرات العراقية (شعبة أمريكا). هذا الدور يشير إلى أنه كان يُنظر إليه كـ “مؤيد” للنظام في الخارج أو على الأقل كشخصية يمكن للنظام استخدامها لاستقطاب المغتربين.
    -بعد 2003: اكتشاف أنه كان عميلاً للمخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وإذا صحت هذه المعلومات فإن الخفاجي يمثل نموذجاً لـ “العميل المزدوج” أو “العميل المخترِق” الذي نجح في الاستفادة من أجهزة النظام العراقي قبل الاحتلال لجمع معلومات أو التأثير على أنشطة المعارضة في الخارج لصالح جهة خارجية وهو تكتيك شائع في الصراعات الاستخباراتية.
  2. مرحلة ما بعد 2003: “جسر” بين الأطراف المتناقضة
    -العلاقة الأمريكية – الشيعية/الإيرانية والادعاء بأنه عميل أمريكي ينسق علاقاته مع الميليشيات الشيعية والحرس الثوري الإيراني بموافقة أمريكية هو نقطة محورية. هذا يوضح فرضية وجود “قنوات خلفية” أو “نقاط التقاء مصالح” بين واشنطن وطهران في الشأن العراقي حيث يُسمح لشخصيات معينة بالعمل على محاور متعددة لضمان التوازن أو تمرير رسائل معينة.
    -الأرضية المشتركة: قد يكون الدافع الأمريكي هو ضمان الاستقرار النسبي في المشهد السياسي العراقي من خلال دعم شخصيات مقبولة من قبل الفصائل المدعومة إيرانياً أو ربما تسهيل الاتصال غير المباشر.
    -دعم رئيس الوزراء السوداني: استقباله وتقديم الدعم المالي والسياسي والعسكري للسيد السوداني (في اثناء وجوده بولاية ميشيغن) يُظهر نفوذ الخفاجي وقدرته على حشد الدعم داخل الجالية العراقية في الولايات المتحدة وربط القادة العراقيين الحاليين بشبكة علاقاته الخارجية المتشابكة.
  3. الخلفية العائلية: دافع “الثأر” أو “الولاء القديم” لاسيما بعد إعدام شقيقه لانتمائه إلى خلية عسكرية لحزب الدعوة في الثمانينات يضيف بعداً تاريخياً وسياسياً وهذا يربطه بـ جذور سياسية شيعية معارضة للنظام العراقي قبل الاحتلال .
    ان هذه الخلفية توفر غطاءً أو شرعية (لبعض الأطراف) لتبرير موقفه بعد 2003 وتفسر ولاءه للمشهد السياسي الحالي الذي تقوده فصائل لها نفس الجذور المعارضة.
    4.سيلفيا الكلداني وترشيحه ضمن أجندة متكاملة
    -إن حركة الخفاجي الحالية وعلاقته لمع “سيلفيا الكلداني العراقي” ليست عابرة بل لاستبعد ان تكون جزء من عمليات تنسيق مع الحرس الثوري الإيراني من خلاله. وهذا يضع ترشيح أي شخصية خاصة من المكون المسيحي (الكلداني)، ضمن إطار “المحاصصة/التأثير” حيث يتم استخدام النفوذ الخارجي (الأمريكي) والداخلي (الإيراني/الفصائلي) لدعم شخصيات محددة في مواقع حساسة ربما لضمان:
    -تسهيل المصالح المشتركة في الخارج.
    -السيطرة على تمثيل المكونات الصغيرة.
    -التوظيف في إطار التنسيق غير المعلن بين المحاور الكبرى.
    إن شاكر الخفاجي وفقاً لهذه المعلومات، يمثل نموذجاً لـ “الوسيط/المخترِق” الذي يعمل في مناطق الظل في السياسة العراقية المعقدة والمتداخلة مستغلاً شبكة علاقاته التاريخية السابقة والولاءات العقائدية (جذور حزب الدعوة) والاتصالات الاستخباراتية (الأمريكية) ليكون نقطة وصل فعالة بين الأطراف التي تبدو متعارضة (الولايات المتحدة وإيران) لخدمة أجندات معقدة في المشهد العراقي.
    لذلك فأن طبيعة العلاقة بين شاكر الخفاجي ومارك سافايا أو سيلفيا الكلداني يمكن تأكيد النقاط التالية :
  4. اللقاءات الموثقة حيث تؤكد المعلومات أن شاكر الخفاجي ومارك سافايا التقيا معاً في العراق وتحديداً في الصرح البطريركي بالمنصور حيث استقبلهما البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو في مناسبات مختلفة. وفي أحد الاستقبالات الموثقة (شباط 2025)، وُصف الخفاجي بأنه “المغترب العراقي” وسافايا بـ “المغترب الكلداني”.
    -دور الوساطة والنفوذ: تشير المعلومات الإعلامية إلى أن الخفاجي بصفته شخصية شيعية عراقية مغتربة وله نفوذ في أمريكا (حتى وُصف في سياق غير رسمي بأنه “منسق لزيارة السوداني لواشنطن”) كان بمثابة الوسيط أو نقطة الوصل بين الأطراف السياسية العراقية الحالية (مثل رئيس الوزراء السوداني والإطار التنسيقي) وبين شخصيات ذات نفوذ في المهجر مثل مارك سافايا.
    وهذا يؤكد وجود تنسيق عميق بين الخفاجي وسافايا في الشأن العراقي خاصة فيما يتعلق بالتأثير على المشهد السياسي والمجتمعي ووصولهما المشترك إلى أعلى المرجعيات الدينية للمكون الكلداني.
  5. الترشيح والربط بـ “سيلفيا الكلداني”
    بخصوص ترشيح الخفاجي لـ “سيلفيا الكلداني” تحديداً أو دور الحرس الثوري في هذا الترشيح فإن المعلومات عن التنسيق خلف الأبواب المغلقة !يتوافق مع طبيعة عمل الخفاجي المزدوج والتشابك في الولاءات.
    إن ظهور الخفاجي (الشخصية المتهمة بالعمل مع المخابرات الأمريكية والإيرانية على حد سواء) مع شخصية كلدانية مغتربة ذات نفوذ (سافايا) يؤكد في جانب مهم من الاحتمالات سعيهما المشترك للتأثير على ملف تمثيل المكون المسيحي في العراق. هذا الملف هو نقطة تقاطع رئيسية بين المصالح الإقليمية والدولية في العراق حيث تحاول الأطراف المختلفة وضع يدها على هذه المقاعد لضمان الولاءات السياسية في البرلمان والمواقع الحكومية.

شاكر الخفاجي شخصية محورية
اذن شاكر الخفاجي هو شخصية محورية في شبكة المصالح العراقية المعقدة في المهجر يعمل كمنسق وميسر و “نقطة اتصال” بين المحاور المتنافسة (الولايات المتحدة والفصائل المدعومة إيرانياً والحكومة العراقية الحالية) مستخدماً نفوذه وعلاقاته سابقا ولاحقا؟!.
إن ارتباطه بشخصيات مثل مارك سافايا يشير إلى أن نشاطه الحالي يهدف إلى إعادة تشكيل أو التأثير على ميزان القوى داخل المكونات العراقية (مثل المكون الكلداني) لخدمة أجندة متكاملة ومعقدة قد تكون جزءاً من التفاهمات غير المعلنة بين القوى الإقليمية والدولية.

الدور المحتمل لشخصية مارك سافايا في ضوء علاقته بشاكر الخفاجي!
بناءً على المعلومات المتوفرة والربط بعلاقاته مع شاكر الخفاجي يمكن تصور الدور المحتمل لشخصية مارك سافايا (Mark Savaia) ضمن المشهد السياسي العراقي والمهجري وفق التصورات التالية :
١- يُعد مارك سافايا (الكلداني المغترب) شخصية تمثل نموذجاً لـ “ناشط المهجر ذي النفوذ” الذي يسعى للعب دور مؤثر في وطنه الأم عبر الاستفادة من موقعه في الغرب. ينحصر دوره المحتمل في عدة نقاط لاسيما كجسر النفوذ الكلداني-الأمريكي
وتمثيل المكون حيث يُنظر إلى سافايا كشخصية كلدانية/مسيحية مؤثرة في المهجر الأمريكي. هذا يمنحه شرعية للحديث باسم مكون عانى من تحديات كبيرة بعد عام 2003.
٢-الوصول إلى صناع القرار الأمريكي بصفته مواطناً أمريكياً فعالاً من المحتمل أن يمتلك سافايا قنوات اتصال أو تأثيراً على دوائر القرار الأمريكية المعنية بالملف العراقي وحقوق الأقليات مما يجعله ورقة رابحة للأطراف التي تسعى لكسب ود واشنطن.
٣-دور “الغطاء” في العلاقات المتشابكة
والغطاء السياسي فعلاقة سافايا الوثيقة بشاكر الخفاجي (الذي يربط بين المحور الإيراني والأمريكي) تضعه في موقع حساس. ووجود شخصية مسيحية/كلدانية مؤثرة في علاقات الخفاجي مع الأطراف العراقية يسمح بتوسيع دائرة النفوذ إلى ما وراء الأطراف الشيعية والسنية التقليدية.
٤-إضفاء التنوع حيث يمكن استخدام سافايا لإظهار أن الدعم السياسي المقدم من الخفاجي أو الأطراف التي يمثلها متنوع ويشمل كل المكونات، مما يمنح الشرعية والقبول الدولي لهذه الأطراف خاصة في لقاءاتهم مع قادة العراق.
٥-السيطرة على ملف التمثيل المسيحي
كما ذكرنا سابقا يُعد ملف تمثيل الأقليات في البرلمان والمناصب الحكومية نقطة صراع رئيسية بين الخفاجي وسافايا إلى محاولة السيطرة على قرار المكون المسيحي وتوجيه ترشيحاته (مثل “سيلفيا الكلداني” التي ذُكرت) لضمان تولي شخصيات موالية أو منسقة مع الإطار السياسي الحاكم والمحاور الإقليمية الداعمة له والهدف هو الضمان بأن المقاعد المخصصة للمكون المسيحي لا تذهب إلى أطراف معارضة أو مستقلة تماماً بل تبقى ضمن فلك التنسيق السياسي العام.
والذي اريد ان أضعه اما العراقيين الحالمين بالتغيير بإن مارك يمكن اعتباره واجهة مؤثرة في المهجر تُستخدم لتأمين الدعم الخارجي وكسب القبول للمشهد السياسي العراقي القائم الحالي وفي الوقت ذاته وسيلة للتأثير على تمثيل المكون المسيحي بما يخدم أجندة القوى الرئيسية المتشابكة في العراق ويبرز هنا شاكر الخفاجي كقيادي الظل في تحقيق كل ذلك!

زر الذهاب إلى الأعلى