فنلندا: وفاة 374 شخصًا بسبب التسمم خلال عام واحد

يورو تايمز / هلسنكي
كشف تقرير رسمي صادر عن هيئة الإحصاء الفنلندية أن 374 شخصًا في فنلندا لقوا حتفهم خلال عام 2024 نتيجة التسمم، معظمها ناجم عن تعاطي المخدرات أو الكحول أو الأدوية. ورغم استمرار خطورة الظاهرة، فإن أعداد الوفيات الناتجة عن التسمم انخفضت مقارنة بالسنوات السابقة، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة الفنلندية Yle.
وتشير البيانات إلى أن الرجال يشكلون الغالبية العظمى من ضحايا التسمم، وأن المواد الأكثر تسببًا في حالات الوفاة العرضية كانت الأفيونات في نحو ثلث الحالات، بينما كان الكحول مسؤولًا عن ثلث آخر. كما شملت الأسباب الأخرى أنواعًا مختلفة من الأدوية والعقاقير.
وقالت الخبيرتان في هيئة الإحصاء الفنلندية كايتي تاسكينن (Kati Taskinen) وإيري بايونن (Airi Pajunen) إن التسمم لا يُعد سببًا رئيسيًا للوفاة في فنلندا، حيث بلغ إجمالي عدد الوفيات في البلاد عام 2024 نحو 58,200 وفاة، ما يجعل حالات التسمم أقل من 1% من مجموع الوفيات.
انخفاض في الوفيات الناتجة عن التسمم
وذكرت الهيئة أن نحو 10% من جميع الوفيات العرضية كانت ناجمة عن التسمم. كما تراجعت نسبة الوفيات الناتجة عن الحوادث عمومًا بنسبة 6% مقارنة بالعام السابق، وكان الانخفاض الأبرز في حالات التسمم الناتجة عن تعاطي المخدرات. أما الوفيات الناتجة عن التسمم الكحولي فقد تراجعت بأكثر من 56% خلال السنوات العشر الأخيرة.
استخدام السم في جرائم القتل نادر جدًا
ورغم أن السم كان وسيلة قتل شائعة في فترات تاريخية سابقة، إلا أنه يُستخدم نادرًا جدًا اليوم في فنلندا. ووفقًا لبيانات معهد علم الجريمة والسياسات الجنائية بجامعة هلسنكي، فإن 1.3% فقط من جرائم القتل بين عامي 2013 و2023 ارتُكبت باستخدام السم، وغالبية الحالات كانت على يد نساء.
اتصالات متزايدة بمراكز السموم
سجّل مركز المعلومات السمّية الفنلندي أكثر من 33,900 مكالمة استغاثة العام الماضي تتعلق بحالات تسمم حادة، معظمها بسبب الأدوية، تليها المنتجات الكيميائية والنباتات. وأفاد التقرير أن أكثر النباتات التي أُبلغ عنها كانت زهرة الزنبق السام (kielo)، بينما كانت الأفاعي (kyy) السبب الأكثر شيوعًا في التسممات الحيوانية.
حوادث فردية لافتة
أشار التقرير أيضًا إلى عدة قضايا لافتة شهدتها فنلندا خلال العقدين الأخيرين، من بينها قضية عام 2006 في مدينة كاوهافا حيث توفي ثلاثة أشخاص بعد تناول مشروب كحولي مغشوش، إضافة إلى قضية عام 2025 التي أدينت فيها فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا بتسميم شقيقتها الصغرى عبر تقديم مادة مضادة التجمد لها على أنها شراب. أما أكثر القضايا صدمة فكانت عام 2014، حين أُدين الممرض الإستوني ليمبيت كابانن (Lembit Kapanen) بقتل مريض مسن في مدينة سالو بعد أن حقنه بجرعة قاتلة من ديجوكسين.
ويخلص الخبراء إلى أن الوعي المجتمعي والتشديد على استخدام الأدوية بشكل آمن ساهما في تقليص حالات التسمم، إلا أن استمرار انتشار المخدرات الصناعية والأدوية الأفيونية يشكل تهديدًا متزايدًا للصحة العامة في فنلندا.
 
				