ارتفاع عدد الخريجين الأجانب الذين يبقون للعمل في فنلندا رغم تفاوت فرص التوظيف

يورو تايمز / هلسنكي
أظهر تقرير صادر عن هيئة الإحصاء الفنلندية أن أكثر من نصف الخريجين الأجانب من الجامعات الفنلندية تمكنوا من العثور على وظائف داخل فنلندا بعد ثلاث سنوات من التخرج، حيث بلغت نسبة التوظيف بينهم 53٪ في عام 2023 مقارنة بـ 42٪ في عام 2018. في المقابل، ظل معدل توظيف الخريجين الفنلنديين مستقرًا بين 87٪ و88٪ خلال نفس الفترة، مع انخفاض طفيف إلى 85٪ عام 2020.
ورغم هذا التقدم، لا تزال الفجوة في نوعية الوظائف والمناصب قائمة بين الخريجين الأجانب والفنلنديين. وتشير البيانات إلى أن 63٪ من الخريجين الأجانب الذين يعملون يشغلون مناصب “خبير” أو مهنية عليا، مقابل 77٪ من الخريجين الفنلنديين. أما بين الحاصلين على درجة الدكتوراه من الأجانب، فقد بلغت النسبة 83٪، و74٪ بين خريجي الماجستير.
وقالت إيرما غارام، المتخصصة في الوكالة الوطنية الفنلندية للتعليم، إن الجامعات جعلت من توظيف الخريجين الأجانب “أولوية أساسية”، بينما أوضحت مايا أيراس، رئيسة وحدة التعاون في التعليم العالي الدولي، أن الطلاب الأجانب يواجهون صعوبات في الحصول على فرص تدريب خلال الدراسة، ما يضعف فرصهم في بناء شبكة علاقات مهنية تساعدهم بعد التخرج.
وأضاف التقرير أن الطلاب الأجانب يعملون بنسبة أقل خلال فترة دراستهم مقارنة بنظرائهم الفنلنديين، مما يقلل فرصهم في اكتساب الخبرة العملية. ومع ذلك، انخفضت نسبة العاملين الأجانب في وظائف منخفضة المهارة (مثل التنظيف أو المساعدة في المطاعم) من 9٪ في عام 2020 إلى 6٪ عام 2023، بينما لم تتجاوز النسبة بين الخريجين الفنلنديين 1٪.
أما على صعيد الجغرافيا، فقد استقر 67٪ من الخريجين الأجانب العاملين في فنلندا في منطقة أوسيما (Uusimaa)، التي تضم العاصمة هلسنكي، رغم أن 38٪ فقط منهم درسوا هناك. كما أظهرت البيانات أن خريجي دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA) أكثر ميلاً لمغادرة فنلندا بعد التخرج مقارنة بخريجي الدول الأخرى.
وفي دراسة موازية أجرتها منظمة Studyportals وشملت 1,700 طالب، تبيّن أن نصف الخريجين الأجانب تقريبًا بقوا في فنلندا بعد عام من التخرج، وأن أفضل فرص العمل كانت في مجالات التعليم، التصنيع الصناعي، وتكنولوجيا المعلومات، وهي تخصصات يهيمن عليها الطلاب الأجانب أساسًا.
وأشار هاري لاهديكوربي، خبير التسويق الدولي في الوكالة الوطنية للتعليم، إلى أن هذه المجالات تتطابق مع البرامج الدراسية الأكثر شيوعًا بين الطلبة الدوليين، موضحًا أن الهنود هم الأكثر بقاءً في فنلندا، بينما يغادر الألمان والإسبان بنسبة أكبر بسبب حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي وجاذبية أسواق العمل في ألمانيا والولايات المتحدة.
وتشير المقارنات الدولية إلى أن فنلندا تفوقت على السويد في نسبة الخريجين الأجانب الذين يقررون البقاء بعد التخرج، لكنها لا تزال في المتوسط عالميًا.
كما أظهرت الأرقام أن عدد الطلاب الأجانب الذين بدأوا دراساتهم الجامعية في فنلندا تضاعف خلال السنوات الخمس الماضية، حيث التحق نحو 13 ألف طالب أجنبي جديد في عام 2024، فيما تخرج 6,500 طالب بعد إكمالهم دراساتهم كاملة داخل البلاد، معظمهم من خارج الاتحاد الأوروبي.
وقالت مينا كوتانييمي، مديرة الشؤون الدولية في الوكالة الوطنية للتعليم، إن الكفاءات الأجنبية باتت «حيوية لاقتصاد فنلندا»، خاصة في القطاعات التصديرية والبحث العلمي، مشيرة إلى أن الهجرة التعليمية تعد جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الوطنية لمعالجة نقص المهارات.
وتدعم الحكومة الفنلندية مبادرات SIMHE الخاصة بدمج المهاجرين في التعليم العالي، إلى جانب برنامج Talent Boost 2023–2027، الذي يهدف إلى زيادة عدد الطلاب الأجانب في الجامعات الفنلندية وتحسين فرصهم في سوق العمل عبر جهود حكومية منسقة.
