تراجع حاد في التدخين بفرنسا: أربعة ملايين مدخن يومي أقل خلال عشر سنوات

يورو تايمز / باريس
شهدت فرنسا انخفاضًا كبيرًا في معدلات التدخين خلال العقد الأخير، وفقًا لبيانات المرصد الصحي 2024 الصادر عن هيئة الصحة العامة الفرنسية (Santé publique France)، والتي أُعلنت نتائجها يوم الأربعاء 15 أكتوبر. وأظهرت الأرقام أن عدد المدخنين اليوميين تراجع بنحو أربعة ملايين شخص بين عامي 2014 و2024، وهو ما وصفته الهيئة بأنه “انخفاض واضح وملموس” مقارنة بعام 2021.
ورغم أن التدخين لا يزال السبب الأول للوفاة القابلة للتجنب في فرنسا – إذ يودي بحياة نحو 75 ألف شخص سنويًا، أي ما يعادل 13٪ من إجمالي الوفيات – إلا أن الاتجاه العام يُظهر تراجعًا مستمرًا منذ عام 2016. ففي عام 2024، بلغت نسبة المدخنين بين الفئة العمرية 18 إلى 75 عامًا 24٪، مقابل 32٪ في عام 2021، بينما انخفضت نسبة المدخنين اليوميين إلى 17.4٪ مقارنة بـ25٪ قبل ثلاث سنوات.
فوارق اجتماعية وجغرافية واضحة
تكشف الدراسة أيضًا عن تباينات كبيرة في نسب التدخين بين المناطق الفرنسية والفئات الاجتماعية. فالمناطق الجنوبية لا تزال تسجل نسبًا أعلى من التدخين مقارنة ببقية البلاد، إذ بلغت النسبة 20.9٪ في بروفانس – ألب – كوت دازور و20.6٪ في أوكسيتاني و19.8٪ في الشرق الكبير، ويرتبط ذلك جزئيًا بعوامل ثقافية وبقرب هذه المناطق من دول تباع فيها السجائر بأسعار أرخص.
أما من حيث الوضع الاجتماعي، فالتدخين أكثر شيوعًا بين الفئات الأقل دخلًا، إذ تصل نسبة المدخنين بين العمال إلى 25.1٪، بينما تبلغ بين العاطلين عن العمل 29.7٪. كما لاحظ التقرير أن معدلات التدخين اليومية ترتفع كلما انخفض مستوى التعليم. وعلى سبيل المقارنة، فإن 11.8٪ فقط من أصحاب المهن العليا يدخنون، مقابل 8.8٪ من المتقاعدين و12.2٪ من الطلبة.
الرغبة في الإقلاع عن التدخين تتزايد
بيّنت نتائج الدراسة أن 55٪ من المدخنين اليوميين يرغبون في التوقف عن التدخين، فيما 17.3٪ حاولوا بالفعل التوقف لمدة أسبوع على الأقل خلال العام الماضي. وتؤكد هيئة الصحة العامة أن فرص الإقلاع الناجح تتضاعف خمس مرات مع كل محاولة جديدة. كما ساهمت الحملات الوطنية مثل “شهر بلا تدخين” في تعزيز هذا الاتجاه عبر تشجيع المدخنين على خوض تجربة التوقف لمدة 30 يومًا متواصلة.
انخفاض مبيعات التبغ بنسبة 24٪
إضافة إلى ذلك، تراجعت مبيعات منتجات التبغ في فرنسا بنسبة 24٪ بين عامي 2021 و2024، وهو ما يُظهر تأثيرًا مباشرًا لسياسات الوقاية وزيادة الوعي الصحي في المجتمع.
وبينما تشير هذه الأرقام إلى تحول صحي تاريخي في السلوك العام تجاه التدخين، تؤكد السلطات الصحية الفرنسية أنها ستواصل برامج التوعية والوقاية لخفض عدد المدخنين بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة.
رابط المصدر – BFMTV / Santé publique France