هنا السويد

الشباب السويديون أكثر إقبالًا على الاستثمار من نظرائهم الفنلنديين

يورو تايمز / لوند

تشهد السويد طفرة لافتة في توجه الشباب نحو الاستثمار في الأسهم وصناديق الادخار، وسط تزايد اهتمامهم بالمال وقلقهم من البطالة. ووفق الدراسات، فإن الشباب السويديين يستثمرون بمعدل يعادل ضعف نظرائهم في فنلندا.

في قاعة بجامعة لوند، يجتمع العشرات من طلاب كلية الاقتصاد للمشاركة في أمسية نظمها اتحاد الشباب المستثمرين، الذي يهدف إلى تعليم الجيل الجديد أساسيات البورصة وإدارة الأموال. يقف الطالب إيريك أولشوف أمام الحضور، يشرح مفهوم البورصة بأسلوب مبسط، بينما يوزّع أكياس الحلوى كمكافأة على الإجابات الصحيحة.

يقول أولشوف: “نريد أن نثبت أن الاستثمار ليس معقدًا، وأن بإمكان أي شاب أن يفهم كيف تعمل السوق.”

الاستثمار أصبح ثقافة جيل جديد

يؤكد المشاركون أن الاستثمار أصبح حديث الساعة بين الشباب في العشرينات. الطالب أوليفر ألموغ، البالغ من العمر 24 عامًا، بدأ الاستثمار في نهاية المرحلة الثانوية، ويقول إنه يفضل الاستثمار في الصناديق المتنوعة لتقليل المخاطر، موضحًا: “أنا مستثمر ممل، لا أبحث عن الأرباح السريعة، بل عن الاستقرار على المدى الطويل.”

ويضيف أن هدفه من الادخار ليس التقاعد المبكر، بل الحرية المالية التي تتيح له خيارات أوسع في المستقبل.

المال في صدارة اهتمامات الشباب

بحسب مؤشر الشباب السويدي (Ungdomsbarometern)، فإن المال أصبح من أهم أولويات الجيل الجديد، حيث يرى نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و22 عامًا أن كسب المال هو أمر أساسي في حياتهم، مقارنة بثلث فقط قبل خمس سنوات.

وفي المقابل، تراجعت أهمية التعليم الأكاديمي في نظرهم. كما ارتفعت المخاوف من البطالة، إذ بلغ معدل البطالة بين الشباب في السويد 23.9% مقارنة بـ 22.4% في فنلندا، بحسب أحدث البيانات.

ويشير الباحثون إلى أن الاهتمام بالاستثمار هو وسيلة للدفاع ضد القلق المالي المتزايد لدى الشباب.

دور وسائل التواصل الاجتماعي

يقول ألموغ، الذي يعمل اليوم في برنامج بودكاست اقتصادي شهير بعنوان Rika tillsammans (معًا نحو الثراء): “وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من الثروة موضة. أصبح من الطبيعي أن يتحدث الناس عن الادخار، الأسهم، والأرباح. المال صار وسيلة لتحقيق الذات.”

الفتيات أيضًا في طليعة المستثمرين

من بين المشاركات، الشابة إبّا سيدرستروم (22 عامًا)، طالبة إدارة أعمال في جامعة كريستيانستاد، التي بدأت الادخار في صناديق الاستثمار منذ كانت في الثامنة عشرة من عمرها. تقول: “لم يكن لدي الكثير من المال حينها، لكنني كنت أريد أن أفهم كيف تعمل السوق. حتى لو بدأت بعشرة يوروهات شهريًا، الأهم هو البدء مبكرًا.”

وتضيف أن التعليم المالي في المدارس لا يزال ضعيفًا، وأن اتحاد الشباب المستثمرين يحاول سد هذه الفجوة من خلال اللقاءات والمحاضرات الميدانية. “المعرفة هي العملة الأهم. من يفهم المخاطر، يستطيع تقليلها.”

إبّا التي توقفت مؤقتًا عن الاستثمار لقضاء عام دراسي في الخارج، استأنفت نشاطها بعد عودتها إلى السويد، وتقول بثقة: “أحب أن أتحكم في مالي وأضع لنفسي أهدافًا واضحة. الاستثمار منحني ذلك الإحساس بالحرية.”

الاستثمار في السويد ضعف فنلندا

تُظهر بيانات اتحاد شركات الصناديق الاستثمارية السويدية أن 78% من الشباب السويديين بين 18 و33 عامًا يمتلكون مدخرات في صناديق استثمار، بينما لا تتجاوز النسبة في فنلندا 33%. وعند إضافة الاستثمارات المباشرة في الأسهم، تصل النسبة إلى 37% فقط في فنلندا مقابل أكثر من 80% في السويد.

زر الذهاب إلى الأعلى