استطلاع: ثقة الدنماركيين في قدرات الطوارئ تتراجع بسبب الغموض وتهديدات الحرب الهجينة

يورو تايمز / كوبنهاغن
أظهر استطلاع جديد أن ثقة الدنماركيين في قدرة أجهزة الطوارئ الوطنية على حمايتهم من التهديدات المختلفة مثل الهجمات الإلكترونية أو أعمال التخريب أو الأحوال الجوية القاسية تشهد تراجعًا ملحوظًا. وبحسب الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة Epinion لصالح هيئة الإذاعة الدنماركية (DR)، فإن ثلاثة فقط من بين كل عشرة دنماركيين يثقون تمامًا أو جزئيًا في قدرة أجهزة الطوارئ على التعامل مع هذه التحديات.
انخفاض الثقة رغم الاستثمارات الحكومية
وفقًا للنتائج، فإن 43٪ من المستطلعين لا يثقون في أن أجهزة الطوارئ قادرة على حمايتهم بشكل كافٍ، بينما أبدى آخرون شكوكًا جزئية. الباحث في مجال أمن المجتمع، راسموس دالبرغ، أوضح أن هذه النتائج تشير إلى “قلق حقيقي ومنتشر بين السكان بشأن جاهزية منظومة الطوارئ الدنماركية”، مؤكدًا أن هذا القطاع بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والتطوير.
الحرب الهجينة والغموض المؤسسي يعمّقان الشكوك
يرى دالبرغ أن تراجع الثقة له سببان رئيسيان: الأول هو أن أجهزة الطوارئ نفسها عبّرت خلال السنوات الأخيرة عن شعورها بعدم الجاهزية الكاملة وافتقارها إلى توجيهات واضحة من السلطات العليا. والثاني هو تصاعد ما يشبه حربًا هجينة تهدف إلى بث القلق والشكوك تجاه مؤسسات الدولة، وهو ما ينعكس على ثقة الجمهور.
كما أشار إلى أن الأحداث الأخيرة، مثل تحليق طائرات مسيّرة مجهولة فوق مواقع حساسة في البلاد، ساهمت في تعميق الشعور بالغموض. وأضاف: “عندما أشاهد المؤتمرات الصحفية الأخيرة، يبدو غير واضح من المسؤول الفعلي ومن يتخذ القرار. هذا النوع من الغموض يولّد بطبيعة الحال انعدام ثقة لدى المواطنين”.
الحكومة: “نمتلك جهاز طوارئ قويًا”
من جانبه، حاول وزير الأمن المجتمعي والطوارئ تورستن شاك بيدرسن طمأنة المواطنين، مؤكدًا أن الدنمارك تمتلك جهاز طوارئ قويًا. وقال إن الحكومة استثمرت نحو ملياري كرونة إضافية في يناير الماضي لتعزيز قدرات الإنقاذ والأمن السيبراني، وتخطط أيضًا لتخصيص نصف مليار كرونة إضافية سنويًا في موازنة العام المقبل.
وأكد الوزير أن القلق الشعبي مفهوم في ظل التركيز الإعلامي الكبير على التهديدات الأخيرة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن بلاده تعمل باستمرار على تقوية منظومتها الأمنية.