إدانة شاب بريطاني بقتل لاجئ سوري مراهق في هدرسفيلد بعد مشادة عابرة

يورو تايمز / لندن
أدانت محكمة بريطانية شابًا بقتل لاجئ سوري يبلغ من العمر 16 عامًا بعد أن طعنه في رقبته خلال مشادة قصيرة في أحد شوارع التسوق المزدحمة بمدينة هدرسفيلد، شمال إنجلترا، مطلع هذا العام. الضحية، أحمد الإبراهيم، كان قد وصل إلى بريطانيا قبل أسابيع فقط، هاربًا من الحرب في سوريا، ويحلم بأن يصبح طبيبًا.
مشادة عابرة تتحول إلى جريمة قتل
وقعت الحادثة في 3 أبريل الماضي، عندما كان أحمد يتجول في المدينة مع أحد أصدقائه، بينما كان الجاني، ألفي فرانكو (20 عامًا)، برفقة صديقته في طريقه لشراء مستلزمات تجميل بعد موعد في مكتب العمل. وبحسب الادعاء، أبدى فرانكو “استياءً تافهًا” بعدما مرّ أحمد بجانب صديقته دون قصد، ليتبادل الطرفان كلمات سريعة قبل أن يستدعي فرانكو المراهق نحوه مجددًا.
كاميرات المراقبة أظهرت فرانكو وهو يفتح سكينًا من نوع “فليك نايف” ويغرسه مباشرة في عنق أحمد، الذي لم يكن مسلحًا، قبل أن ينهار الأخير وهو يحاول الإمساك بحنجرته ويتقدم خطوات قليلة ثم يسقط أرضًا. وتبين لاحقًا أن فرانكو كان تحت تأثير مزيج من المخدرات، بينها القنب والكوكايين والديازيبام والكيتامين والكودايين.
ادعاء الدفاع بالاستفزاز والتهديد
فرانكو فرّ من المكان بعد الطعن، ثم سلّم نفسه لاحقًا للشرطة، مدعيًا أنه تصرف دفاعًا عن النفس لأنه ظن أن أحمد كان يحاول سحب سلاح من حزامه. لكنه اعترف لاحقًا بحيازة سكين في مكان عام، فيما رفضت هيئة المحلفين روايته بعد مداولات استمرت أكثر من ثلاث ساعات، وأدانته بتهمة القتل العمد.
الادعاء وصف فرانكو بأنه “شاب مغرور يتجول تحت تأثير المخدرات ولا يحتمل أن يتحدث إليه شخص غريب”، مؤكدًا أن أحمد لم يبد أي سلوك عدواني.
مأساة لعائلة لاجئة
أحمد الإبراهيم كان قد وصل إلى بريطانيا وحيدًا قادمًا من مدينة حمص السورية التي دمرتها الحرب، بعد إصابته في قصف سابق. أقام مع عمه في هدرسفيلد، وبدأ لتوه التأقلم مع اللغة والحياة الجديدة، وكان يأمل في دراسة الطب “لمداواة الآخرين بعد ما عاناه”، بحسب أسرته.
عمه، غزوان الإبراهيم، قال بعد صدور الحكم: «جاء أحمد إلى المملكة المتحدة ليبني حياة جديدة آمنة، لكنني سأحمل دائمًا شعور الذنب لأنني لم أستطع حمايته. كان مكان الأمان هو المكان الذي انتهت فيه حياته».
وأضافت العائلة أن أحمد كان شابًا طيبًا وهادئًا ومفعمًا بالأمل، وأن فقدانه ترك “فراغًا لا يمكن وصفه”.
النطق بالحكم لاحقًا
من المقرر أن يصدر الحكم بحق ألفي فرانكو يوم الجمعة. وقد يواجه عقوبة السجن المؤبد نظرًا لخطورة الجريمة التي هزت الرأي العام البريطاني وأعادت تسليط الضوء على جرائم السكاكين المتزايدة في البلاد.