باريس: صرّافات مستقلة تفرض رسومًا باهظة على السياح.. 8,5 يورو لسحب 20 يورو فقط

يورو تايمز / باريس
يحذر خبراء من انتشار أجهزة صراف آلي مستقلة في المواقع السياحية بالعاصمة الفرنسية باريس، إذ تفرض هذه الأجهزة رسومًا مرتفعة على حاملي البطاقات الأجنبية، تصل أحيانًا إلى 8,50 يورو مقابل سحب 20 يورو فقط، في وقت يتزايد فيه عددها بسرعة خلال السنوات الأخيرة.
رسوم مرتفعة وخيارات مضخّمة للسحب
أجرت صحيفة «لو باريزيان» تجربة ميدانية باستخدام بطاقة مصرفية أمريكية تابعة لمقيمة في فرنسا، حيث تم سحب 20 يورو من جهاز مستقل وسط باريس مع خصم 8,50 يورو كرسوم، وهو مبلغ يعادل أكثر من 40٪ من قيمة السحب.
وخلال التجربة، لاحظت الصحيفة أن هذه الأجهزة تميّز بين العملاء الفرنسيين والأجانب. فعند استخدام بطاقة فرنسية، تظهر على الشاشة خيارات السحب المعتادة من 20 إلى 60 يورو. أما عند استخدام البطاقة الأمريكية، فتظهر مبالغ أكبر بكثير — تصل إلى 600 يورو — في محاولة واضحة لدفع السياح إلى سحب مبالغ ضخمة.
وقالت غابرييلا، الأمريكية المشاركة في التجربة: «أشعر بأنني وقعت في الفخ. أعتقد أن أي سائح يصل للتو إلى فرنسا يمكن أن يُخدع بسهولة ويسحب مبالغ كبيرة دون أن يدرك حجم الرسوم».
شبكة صرّافات موازية تستهدف السياح
ظهرت هذه الصرافات الخاصة قبل خمس سنوات في المناطق السياحية البارزة في باريس، مثل محيط برج إيفل، شارع الشانزليزيه، ومناطق المتاحف. وهي لا تتبع للبنوك التقليدية، بل تديرها شركات مستقلة تفرض رسومًا إضافية وتحدد شروط سحب مختلفة حسب نوع البطاقة، ما يجعلها مكلفة جدًا للسياح غير المنتبهين.
وفي حين توفر البنوك الفرنسية صرّافات مجانية أو برسوم محدودة، فإن هذه الأجهزة تفرض «رسوم خدمة» مباشرة على المستخدم الأجنبي، إضافة إلى فروقات سعر الصرف التي قد تمر من دون ملاحظة فورية.
دعوات للحذر والتنظيم
جمعيات حماية المستهلك حذرت من أن هذه الممارسات قد تسيء إلى صورة فرنسا لدى الزوار وتؤدي إلى استغلال غير مبرر. كما دعت السلطات إلى وضع لوائح أوضح بشأن عرض الرسوم بشكل صريح قبل إتمام العمليات، وتنظيم انتشار هذه الأجهزة في المناطق السياحية الحساسة.