دراسة: كبار السن ينفقون في المطاعم ضعف ما ينفقه الشباب في فرنسا

يورو تايمز / باريس
كشفت دراسة حديثة أجراها مجموعة BPCE – التي تضم “كاي دو بارني” و”البنك الشعبي” – اعتمادًا على تحليل بيانات 20 مليون بطاقة مصرفية، عن فوارق كبيرة في أنماط الاستهلاك بين الأجيال في فرنسا، خصوصًا في ما يتعلق بالإنفاق على الغذاء والمطاعم.
وأظهرت الدراسة أن الشباب دون 35 عامًا خفّضوا بشكل واضح إنفاقهم الغذائي خلال السنوات الأربع الماضية، حيث تراجع متوسط سلة مشترياتهم الغذائية من 28 يورو إلى 22 يورو فقط. في المقابل، ظل متوسط إنفاق من هم فوق 55 عامًا ثابتًا عند 41 يورو، أي ما يقارب ضعف إنفاق الشباب، رغم التضخم.
الشباب بين الترشيد والبحث عن العروض
بحسب الدراسة، فإن جيل ما دون 35 عامًا هو الأكثر تأثرًا بآثار التضخم طويل الأمد، ما دفعهم إلى زيادة وتيرة التسوق بنسبة 8% مع الحفاظ على سلة مشتريات أصغر لتقليل الهدر والبحث عن العروض الترويجية. ورغم سياسة الترشيد هذه، لم يتخل الشباب عن ارتياد المطاعم، إذ سجلت نفقاتهم في هذا المجال زيادة طفيفة بلغت 1% في النصف الأول من 2025.
كبار السن يحافظون على مستويات إنفاق مرتفعة
أما من تجاوزوا 55 عامًا، فقد ارتفعت نفقاتهم الغذائية بنسبة 3,3% مقارنة بالأعوام السابقة، سواء في المتاجر الكبرى أو في المطاعم. فقد بلغ متوسط إنفاقهم في السوبرماركت 41 يورو، وفي المطاعم حوالي 40 يورو للوجبة الواحدة، أي ما يقارب ضعف ما ينفقه الشباب.
تحولات في سوق الملابس
لم تقتصر التغييرات على قطاع الغذاء، بل شملت أيضًا مجال الأزياء. فقد تراجعت مشتريات الشباب من ال prêt-à-porter التقليدي بنسبة 14% في القيمة و21% في عدد مرات الشراء. وبدلاً من ذلك، اتجهوا نحو الموضة السريعة (fast-fashion) التي بقيت مستقرة، وقطاع الملابس المستعملة الذي شهد ارتفاعًا في إنفاق الشباب بنسبة 6% بفضل منصات مثل “Vinted”.
الدراسة أوضحت أن الشباب أصبحوا “موجهين للاتجاهات الاستهلاكية”، إذ تبنّى كبار السن عاداتهم في الشراء من الأسواق الأرخص والمستعملة، حيث ارتفعت مشترياتهم من الموضة السريعة بنسبة 12,6% ومن الملابس المستعملة بنسبة 25,6% منذ عام 2021.