موفق الخطاب: تحت المجهر.. قمة قطر غيوم بلا مطر!

اختتمت اليوم الخامس عشر من سبتمبر /أيلول 2025 في العاصمة القطرية الدوحة أكبر قمة عربية إسلامية من نوعها لمساندة دولة قطر الشقيقة لإدانة العدوان الغاشم من قبل الكيان الصهيوني في انتهاك صارخ وغير مسبوق لسيادتها وحرمة أراضيها ..
لكننا كنّا على يقينٍ بأنّ المجتمعين في الدوحة و الحضور فيها كان على أعلى تمثيل من الملوك و القادة والزعماء ولهم كل التقدير و التبجيل والاحترام ، سوف لن يخرجوا من قمتهم بأكثر من خطاباتٍ رنّانة وإداناتٍ متكرّرة وبيان لا يسمن ولا يغني من جوع، كما اعتدنا من هذه القمم منذ عقود فلم ينجحوا منذ تأسيسها بالحفاظ على بلدانهم ومنع الحروب والانتهاكات وفض النزاعات فيما بينهم ..
و ربما أقصى ما سيصله صدى بيانهم الخجول هو حافة عتبات أبواب قاعة الاجتماعات الفخمة، ثم سيضمحلّ ويتلاشى كما يتلاشى ظلّهم وهم يغادرون القاعة آفلين الى بلدانهم.
وأكاد أجزم أن اغلبهم قد تخلى عن هاتفه النقال خارج القاعة فلا يأمنوا بعد اليوم مكر عدوهم المتربص بهم فهو لا يتورع عن ارتكاب جرائمه مهما علا شأن عدوه ..
وسوف لن يكلف المجرم نتنياهو نفسه حتى لسماع هذا البيان ولا يعترف به جملة ولا تفصيلا… فهو لم يقم بجرائمه في غزة ولبنان وسوريا ولن يختتمها ابدا في قطر الا بعد أن أدرك أن الأمتين العربية والإسلامية وقادتهم في حالة ضعف وهوان و تفكك .
ولن يردعه أحد عن الوصول الى أي نقطة يشعر أنها تمثل تحديا له.
وسيتمادى في قابل الأيام في إنتهاك المزيد من سيادة الدول محايدة كانت أم مطبعة أو معادية طالما أنها تعترض مخططه في التمدد الصهيوني الموعود من الفرات الى النيل .
فهو كالثور المتفلت من زريبته بعد ان اطلق له العنان سيده الأمريكي..
كانت الشعوب تنتظر من قادتها موقفًا أكثر حزمًا يوازي جريمة و إرهاب فعلته على دولة قطر الشقيقة وانتهاكه لسيادتها بكل وقاحة، وقبل ذلك ما يرتكبه من مجازر في غزّة ودكها وحصاره لشعبها الذي يتضور جوعا ونحن نحوقل من حولهم .
قادتنا دائمًا ما يكتفون بمؤتمراتهم بالركون الى أضعف الإيمان ولا تسمع منهم إلا صرير القلم وجعجعة اللسان ، وهذا لا يصلح أبدًا مع عدوٍّ تجرّأ على أمّة المليار ونصف بسبب هوانهم وضعفهم..
فالقوة لا ينفع معها ابد الا القوة المتقابلة وليس بالضرورة أن تكون القوة محصورة بالسلاح، فالاقتصاد والمال والنفط قوة والدبلوماسية قوة والمقاطعة قوة وربما قد يكونوا مجتمعين امضى من السيف .
لقد كانت عيون الشعوب الحرّة وأهلنا في غزة و أفئدتهم وأسماعهم صاغية على تلاوة فقرات البيان الثمانية وكانت كل فقرة تنتهي من البيان يتوقعون أنهم سوف يتناولون في الأخرى تفعيل المقاطعة الإقتصادية مع الكيان الصهيوني ومن يسانده ، وقطع كلّ أشكال العلاقات الدبلوماسية معهم ، وإيقاف أي تفاوض حتى ينصاع الى جادة الصواب ،و إرغامه على الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة دون الهدن الزائفة.
غير أنّ الآمال قد تبخّرت مع إختتام البيان واختتام أعمال المؤتمر !!
ولا نتوقع في قابل الأيام من هذا المجرم وهذا الكيان المسخ إلا مزيداّ من العدوان والإنتهاكات. و قادة الدول العربية والإسلامية ومنظماتهم و وفودهم سيهرولون من عاصمة تنتهك سيادتها الى اخرى في عقد المؤتمرات وبيانات الاستنكار والإدانات…