آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: تعقيب على الغاء صلاحيات الرئيس الأمريكي بخصوص العراق

انشغل كثير من العراقيين وربما غيرهم بخبر الغاء صلاحيات الرئيس الأمريكي بما يخص العراق ؟! وسنحاول هنا تقديم تحليل موضوعي اعتمدنا فيه على الاقتباسات الخمس التي قدمها موقع تاكس اند بيربس الأمريكي المتخصص :

تحليل الاقتباسات
الاقتباس الأول: صلاحيات الرئيس الأميركي
“حتى إذا ألغى الكونغرس تفويضي حرب العراق والخليج فسيظل لدى الرئيس الأميركي مبررات أخرى لتبرير استخدام القوة العسكرية وفقا لتقديره الخاص”
-التحليل: يشير هذا الاقتباس إلى أن إلغاء تفويضات الحرب لن يقيّد بالضرورة قدرة الرئيس الأميركي على اتخاذ إجراءات عسكرية. فالرؤساء الأميركيون لديهم صلاحيات أخرى بموجب الدستور والقوانين مثل الدفاع عن المصالح الأميركية أو حماية المواطنين الأميركيين في الخارج. هذا يوضح أن النقاش حول صلاحيات الحرب هو قضية معقدة وأن إلغاء تفويض واحد لا يحل المشكلة الأساسية المتعلقة بحدود السلطة التنفيذية في استخدام القوة. هذا الطرح يتوافق مع الجدل المستمر حول توازن القوى بين الفرعين التنفيذي والتشريعي في الولايات المتحدة.
الاقتباس الثاني: تفويض إسرائيل
“نقل صلاحية إعلان الحرب إلى الكونغرس يعكس تراجع واشنطن عن المواجهة المباشرة مقابل منح إسرائيل حرية واسعة للتحرك عسكريا في العراق وسوريا ولبنان”
-التحليل: هذا الاقتباس يربط بين قرار أميركي داخلي (نقل صلاحية إعلان الحرب) وبين ديناميكية إقليمية خارجية. الفرضية هنا هي أن الولايات المتحدة تريد تجنب المواجهة المباشرة في الشرق الأوسط وتجد بديلاً في تمكين حلفائها وخاصة إسرائيل من القيام بالعمليات العسكرية بالنيابة عنها. هذا يطرح فكرة أن تراجع واشنطن لا يعني الانسحاب بل تغيير في الاستراتيجية حيث تتحول من الفاعل المباشر إلى المُمكّن والمُموّل. هذا الأمر قد يزيد من التوتر الإقليمي، حيث تُمنح إسرائيل “ضوءًا أخضر” لتوسيع عملياتها.

الاقتباسات الثالث والرابع: العراق كساحة صراع
“العراق أصبح ساحة مفتوحة أمام ضربات إسرائيلية دقيقة قد تستهدف مواقع مرتبطة بإيران”
“من المتوقع أن يتحول العراق إلى ساحة تصفية حسابات بين إسرائيل وإيران”
-التحليل: يشدد هذان الاقتباسان على تحول العراق من دولة ذات سيادة إلى ساحة للصراع بالوكالة. تُصوّر البلاد على أنها بيئة غير مستقرة تسمح لقوى خارجية، تحديدًا إسرائيل وإيران بتصفية خلافاتهما. هذا التوصيف يعكس الفوضى الأمنية وضعف السلطة المركزية مما يمنح إسرائيل فرصة لاستهداف المصالح الإيرانية على الأراضي العراقية دون مقاومة قوية. هذا الوضع يزيد من تعقيد المشهد الأمني في العراق ويُهدد بجر البلاد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً.

الاقتباس الخامس: ضعف المؤسسات العراقية
“القوى السياسية المنقسمة وتراجع أداء المؤسسات سيمنح الفاعلين الخارجيين حرية أكبر للتدخل ما سيُكرس العراق كمسرح اشتباك لا كدولة ذات قرار.”
-التحليل: هذا الاقتباس يقدم السبب الجذري للوضع المذكور في الاقتباسات السابقة. يُسلّط الضوء على الضعف الداخلي في العراق والذي يتمثل في:
1-الانقسام السياسي: عدم وجود جبهة موحدة أو حكومة قوية.
2-تراجع المؤسسات: فقدان الدولة لقدرتها على فرض سيادتها.
هذا الضعف هو ما يفتح الباب أمام التدخل الخارجي ويجعل العراق مسرحًا للعمليات بدلاً من أن يكون دولة ذات سيادة قادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة. هذه النقطة تربط الأسباب الداخلية بالنتائج الخارجية وتشرح لماذا أصبح العراق بيئة جذابة للقوى الأجنبية لتنفيذ أجنداتها السيئة !!

زر الذهاب إلى الأعلى