تحقيقات ومقابلات

خبراء: إسقاط بولندا لطائرات مسيّرة روسية لا يعني تصعيدًا عسكريًا

يورو تايمز / هلسنكي

أكدت وزارة الدفاع البولندية أن قواتها المسلحة استخدمت السلاح لأول مرة لإسقاط طائرات مسيّرة روسية اخترقت الأجواء البولندية ليل الثلاثاء–الأربعاء، في حادثة تُعد الأولى من نوعها لدولة عضو في الناتو منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. وأعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن التدخل جاء بعد تكرار الانتهاكات الروسية.

وأوضح يانِه كوسويلا، مدير الشؤون السياسية في وزارة الدفاع الفنلندية، في مقابلة مع Yle، أن الأمر لم يكن مفاجئًا، مضيفًا: “سبق أن دخلت مسيّرات روسية أجواء دول الناتو القريبة من أوكرانيا، والآن قررت بولندا استخدام القوة لردعها، وهذا مفهوم لأن كل دولة مسؤولة عن حماية أجوائها”. واعتبر أن المسألة ستُطرح للنقاش في أروقة حلف شمال الأطلسي مستقبلًا.

“رسالة حازمة” من الناتو

من جانبه، قال تشارلي سالونيوس-باسترناك، المدير التنفيذي لشركة Nordic West Office، إن الخطوة البولندية متوقعة ومبررة: “من المهم أن يظهر أعضاء الناتو أن أجواءهم خط أحمر، خاصة عندما يتعلق الأمر بطائرات مسيّرة قد تعرض المدنيين للخطر”. وأضاف أن التطور “لن يؤدي إلى تصعيد شامل”، لكنه يطرح أسئلة جديدة، منها: “إذا كان من المقبول أن تُسقط بولندا المسيّرات فوق أراضيها، فلماذا لا يساعد الناتو أوكرانيا بشكل مباشر على إسقاطها فوق أراضيها أيضًا؟”.

تحول في أسلوب الرد

أما الباحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية يول لينناينماكي، فرأى أن هناك تحولًا في أسلوب رد بولندا على الانتهاكات الجوية الروسية. وأشار إلى أن السلطات طلبت لأول مرة من السكان البقاء في منازلهم بسبب عملية عسكرية مرتبطة بالحرب في أوكرانيا، كما جرى إغلاق مطارات بشكل مؤقت، وهو ما يعكس “نهجًا جديدًا في التعامل مع الخطر الروسي”.

وأضاف لينناينماكي أن تداعيات الخطوة ما زالت غير واضحة، لكنه حذر من أن تكون روسيا بصدد “اختبار دفاعات الناتو الجوية” بحثًا عن نقاط ضعف، ما قد يدفعها إلى تكرار التجربة على نطاق أوسع.

رابط المصدر – Yle

زر الذهاب إلى الأعلى