فرنسا: الحزب الاشتراكي يرفض تعيين لوكورنو رئيسًا للوزراء ويهاجم ماكرون بشدة

يورو تايمز / باريس
أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسًا جديدًا للوزراء موجة من الغضب داخل الحزب الاشتراكي، الذي كان يأمل في أن ينال المنصب أو أن يحصل على إشارات انفتاح نحو اليسار. وفي بيان أصدره الحزب مساء الثلاثاء عقب اجتماع مكتبه الوطني، جاء الرد حادًا، إذ أكد أن “ماكرون يصر على المضي في طريق لن يشارك فيها أي اشتراكي، طريق قادت إلى الفشل والفوضى وزادت الأزمة وانعدام الثقة وعدم الاستقرار”.
الحزب الاشتراكي اعتبر أن اختيار لوكورنو، أحد أقرب الموالين لماكرون ووزيرًا في حكوماته منذ ثماني سنوات، يشكل “مخاطرة بإثارة غضب اجتماعي مشروع وعرقلة مؤسساتية للدولة”. وأضاف البيان موجّهًا كلامه لماكرون ورئيس وزرائه الجديد: “من دون عدالة اجتماعية وبيئية وضريبية، ومن دون إجراءات تعزز القدرة الشرائية، ستتكرر الأسباب وتعيد إنتاج النتائج نفسها”.
ورغم أن ماكرون اتصل قبل دقائق من الإعلان الرسمي بأوليفييه فور، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، ليبلغه بتعيين لوكورنو، مبررًا بأن “المحور الوسطي لا يزال يمثل قطب الاستقرار”، فإن هذا التوضيح لم ينجح في تهدئة غضب الاشتراكيين.
عدد من قيادات الحزب عبروا عن استيائهم بعبارات شديدة، إذ وصف النائب آرثر دولابورت الخطوة بأنها “استفزاز غير مقبول”، بينما اعتبر زميله فيليب برون أنها “صفعة واختيار غير مسؤول”. أما أحد كوادر الحزب فذهب أبعد حين قال: “تعيين نسخة طبق الأصل من ماكرون أشبه بيوم يتكرر بلا نهاية”.
وبالتوازي، عقد قادة الحزب الاشتراكي اجتماعًا افتراضيًا مع حلفائهم من حزب الخضر للتنسيق حول الرد المناسب، كما جرت اتصالات مع الحزب الشيوعي. ويؤكد قياديون أن مستقبل الحكومة الجديدة سيتوقف على قدرة لوكورنو على إحداث انعطافة كبرى في السياسة الاقتصادية، خصوصًا في ملفات التقاعد، العدالة الضريبية، الدين العام، وتمويل السلطات المحلية.