كشف المستور

فرنسا: بدء محاكمة طبيب تخدير متهم بتسميم 30 مريضاً بينهم 12 وفاة

يورو تايمز / باريس

تنطلق اليوم الاثنين 8 سبتمبر في مدينة بيسانسون الفرنسية محاكمة كبرى ستستمر أكثر من ثلاثة أشهر، يُحاكم فيها طبيب التخدير السابق فريديريك بيشييه (53 عاماً) بتهمة تسميم 30 مريضاً بين عامي 2008 و2017، بينهم 12 حالة وفاة. ورغم خطورة الاتهامات التي قد تفضي إلى الحكم عليه بالسجن المؤبد، لا يزال المتهم متمسكاً ببراءته قائلاً: «أخوض هذه المحاكمة من أجل استعادة الحقيقة».

بيشييه، الذي أوقف عن ممارسة الطب منذ سنوات، متهم بأنه كان يحقن أو يلوث أكياس الأدوية الخاصة بمرضى تتراوح أعمارهم بين 4 و89 عاماً في مصحات خاصة بمدينة بيسانسون. وفي مقابلة حصرية مع قناة BFMTV قبل ساعات من بدء الجلسات، أكد: «لست ذاهباً واثقاً لكنني مستعد للقتال. لدي حجج قوية ومحاموِّي يعرفون الملف جيداً».

وأضاف الطبيب أن القضية شابتها مبالغات إعلامية، معتبراً أن الأطراف المدنية «نظروا إلى الملف فقط من زاوية أنه جريمة متسلسلة، بينما لا توجد أدلة مادية». وأشار إلى أن هناك حالة واحدة فقط عُثر فيها على دواء غير مبرر في جسم مريض، فيما يرى أن بقية العينات قد تكون تعرضت للتلوث لاحقاً.

وتحدث بيشييه عن معاناته خلال سنوات التحقيق الطويلة، مذكّراً بمحاولة انتحاره في 2021 بعد أربع سنوات من غياب أي تقدم في القضية: «لقد دمرت هذه القصة حياتي، لم يعد لدي عمل ولا منزل، انفصلت عن زوجتي عام 2021، ولا أستطيع رؤية أطفالي بانتظام. حياتي أشبه بسجن ذهبي».

ورداً على سؤال حول مستقبله بعد المحاكمة، قال: «لا أتخيل شيئاً، إنها صفحة بيضاء. لا أتصور أن أعود لمهنة طبيب التخدير، وربما لن أجد القوة للاستمرار، لكنني واثق أن لا سبب يقودني إلى السجن».

المحاكمة، التي وُصفت بـ”الأطول والأكثر حساسية في تاريخ القضاء الفرنسي الحديث”، ستشهد مواجهة مباشرة بين المتهم، الأطراف المدنية، والخبراء القضائيين، في قضية تثير جدلاً واسعاً حول سلامة الممارسات الطبية والمسؤولية الجنائية للأطباء.

المصدر


زر الذهاب إلى الأعلى