يورو تايمز / هلسنكي
يشهد منسوب بحيرة سايما في جنوب شرق فنلندا انخفاضًا غير معتاد، حيث بات أقل بحوالي 45 سنتيمترًا عن المعدل الموسمي طويل الأمد، وهو مستوى لم يسجل مطلع سبتمبر سوى أعوام 2003 و2006 و2011.
وفقًا لهيئة البيئة (Ely-keskus)، فإن السبب الرئيسي هو استمرار فترة جفاف طويلة منذ أكثر من عام، تزامنت مع صيف 2025 شديد الحرارة وقليل الأمطار، ما أدى إلى تسارع وتيرة انخفاض المياه.
حدود طبيعية لكنها مقلقة
الخبير المائي تابيو توكانين من مركز إلي-كاكوسوومي أوضح أن الوضع لا يزال ضمن نطاق التغيرات الطبيعية، لكنه يقترب من الحد الأدنى لهذا النطاق. وأكد أن انخفاض المنسوب سيستمر على الأرجح خلال الأسابيع المقبلة إذا لم تتحول الظروف الجوية فجأة إلى أكثر برودة ورطوبة.
تأثيرات عملية وملاحية
الانخفاض في منسوب البحيرة بدأ يؤثر على الملاحة والسلامة. وأوضح المنقذ البحري توني ريلاندر من جمعية الإنقاذ البحري في جنوب سايما أن الخروج عن الممرات المائية الرسمية بات أمرًا محفوفًا بالمخاطر، داعيًا إلى الحذر الشديد من الاصطدام بالصخور أو القاع.
تقليل التدفق نحو روسيا
للتخفيف من الوضع، بدأت السلطات الفنلندية منذ الربيع بتقليل تدفق المياه من سايما نحو نهر فووكسي (Vuoksi) المتجه إلى روسيا. وبدون هذه الإجراءات، كان منسوب البحيرة سيهبط أكثر بـ14 سنتيمترًا.
لكن القيود المفروضة بموجب الاتفاقية المائية بين فنلندا وروسيا تمنع خفض التدفقات بلا حدود، حتى لا يتسبب ذلك بفيضانات أو جفاف في الأراضي الروسية.
التوقعات المقبلة
- من المرجح أن ينخفض المنسوب خلال أكتوبر بما يتراوح بين 5 و30 سنتيمترًا إضافيًا.
- في نوفمبر، يُتوقع أن يستقر الوضع نسبيًا إلا إذا تواصل الجفاف بشكل غير معتاد.
- خبراء المياه يرون أن التغير المناخي يزيد من تكرار فصول الشتاء الممطرة بشدة، لكنه أيضًا قد يؤدي إلى فترات جفاف أطول في أواخر الصيف.
خلفية – قواعد تدفق بحيرة سايما
تخضع إدارة تدفقات سايما وفووكسي لاتفاقية دولية بين فنلندا وروسيا. الهدف إبقاء التدفقات طبيعية قدر الإمكان، مع استثناءات في حالات الفيضانات أو الانخفاض الكبير.
في ربيع 2024، ارتفعت التدفقات إلى أكثر من 1,000 متر مكعب في الثانية بسبب مخاوف من فيضانات، وهو مستوى قياسي. ومنذ أبريل 2025، بدأت السلطات مجددًا في تقليص التدفقات للتعامل مع الجفاف الحالي.
