تحقيقات ومقابلات

فنلندا: المجرم ميلان جاف قد يحصل على آلاف اليوروهات عند عودته إلى العراق

يورو تايمز / هلسنكي

أثار اسم ميلان جاف (Milan Jaff)، الشاب القادم من العراق إلى فنلندا، جدلاً واسعًا بعد أن تبين أنه قد يحصل على دعم مالي من الدولة عند ترحيله إلى بلده الأصلي، رغم سجله الإجرامي الحافل وإدانته بجرائم خطيرة.

دعم العودة الطوعية

وفقًا لما صرحت به إرنا بودستروم، الباحثة في معهد الهجرة الفنلندي، يمكن لمن تقرر ترحيله أن يستفيد من برنامج العودة الطوعية التابع لمكتب الهجرة (Maahanmuuttovirasto)، والذي يشمل:

  • تغطية تكاليف الرحلة الجوية أو وسيلة النقل إلى البلد الأصلي.
  • منحة مالية أو دعم عيني (كالأثاث أو المستلزمات) لمساعدته في بدء حياة جديدة.

قيمة هذا الدعم عادةً عدة آلاف من اليوروهات، ويمكن أن يحصل عليه جاف لأنه فقد وضعه كطالب لجوء بعد إدانته بجرائم خطيرة، وسحب استئنافه ضد قرار الترحيل.

وبذلك، بات من الممكن تنفيذ ترحيله في وقت قريب جدًا، تحت إشراف الشرطة التي قد ترافقه حتى العراق عند الحاجة.

من طالب لجوء إلى مجرم خطير

وصل ميلان جاف إلى فنلندا عام 2017 طالبًا اللجوء وهو في السابعة عشرة من عمره. عاش أولاً في سيونتيو ولوهيا، قبل أن ينتقل إلى هلسنكي بعد بلوغه سن 18 عامًا، حيث بدأ مسيرته الإجرامية.

  • في سن 19 عامًا تلقى أولى أحكامه: انتهاك حرمة منزل، حيازة أداة خطرة، والسرقة.
  • في العام التالي، أضيفت إدانات أخرى: التخريب، الاعتداء، والسطو.

شهرة عبر مواقع التواصل

لم يكتفِ جاف بالجرائم، بل بدأ يروج لها عبر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، ما منحه شهرة إعلامية:

  • ظهر نصف عارٍ في مترو هلسنكي، صب على نفسه عبوات حليب ثم انزلق على الأرض المبتلة أمام الركاب.
  • سرق معطفًا فاخرًا قيمته أكثر من ألف يورو من متجر Stockmann، وبث السرقة مباشرة.

“كرديش مافيا” وصراع العصابات

في سبتمبر 2020، أصدر جاف أغنية راب بعنوان Kurdish Mafia، وارتبط اسمه بعصابة تحمل نفس الاسم، ظهرت خصوصًا في شرق هلسنكي.

في عام 2021، تصاعدت التوترات بين “كرديش مافيا” وعصابة L-City من إسبو، وظهرت في الأغاني ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل، قبل أن تتحول إلى مواجهات مسلحة:

  • في أغسطس 2021، أطلق جاف النار مع آخرين على منزل مرتبط بعصابة L-City أثناء حفلة، لكن الرصاص لم يخترق النوافذ.
  • في أكتوبر من العام نفسه، خطط جاف ورفاقه لهجوم على حفل موسيقي في مطعم Kaivohuone الشهير بهلسنكي بهدف قتل أحد المغنين المرتبطين بـ L-City، لكن الشرطة أوقفتهم قبل التنفيذ.

أول قضية “عصابات الشوارع” في فنلندا

في مايو 2022، أدانته المحكمة في أول قضية معروفة بـ “محاكمة العصابات” في فنلندا، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهم منها الشروع في القتل والتحضير لجريمة خطيرة.

كما أدين لاحقًا بـ جريمة اغتصاب، بينما أسقطت عنه تهمة “اغتصاب قاصر” بسبب ضعف الأدلة.

أحداث في السجن

أثناء وجوده في سجن ريهيميäki عام 2023، تعرض لهجوم بماء وزيت مغلي من قبل سجين آخر، ما أدى إلى إصابته بحروق خطيرة.

في وقت لاحق، نُقل إلى سجن توركو، حيث اعتدى بدوره على سجين آخر مدان بجرائم جنسية.

تخفيف الحكم والإفراج المبكر

في صيف 2024، خفضت محكمة الاستئناف مدة عقوبته من 10 سنوات إلى أكثر من 6 سنوات، بعدما اعتبرت أنه لا ينتمي إلى تنظيم إجرامي منظم.

وبفضل حساب فترة التوقيف السابقة وأحكام القانون الخاصة بالمجرمين الشباب، أُفرج عنه في أغسطس 2024 بعد قضائه جزءًا من العقوبة.

قرار الترحيل

أصدر مكتب الهجرة قرارًا بترحيله بسبب خطورته على المجتمع، وتم نقله إلى مركز احتجاز Joutseno بانتظار التنفيذ.

وقال أولي كوسكيبيرتي، مسؤول في مكتب الهجرة:
“يمكن أن يكون ترحيل جاف مثالًا تحذيريًا، فالقانون واضح في مثل هذه الحالات.”

جدل حول الدعم المالي

أثار الكشف عن إمكانية حصول جاف على دعم مالي عند عودته إلى العراق جدلاً واسعًا في فنلندا، حيث اعتبر كثيرون أن حصول شخص مدان بجرائم خطيرة على آلاف اليوروهات من أموال الدولة أمر مثير للغضب، حتى وإن كان الهدف من هذا الدعم تسهيل العودة الطوعية وتقليل احتمالات عودته إلى فنلندا أو أوروبا بشكل غير قانوني.

رابط المصدر:
Yle.fi


زر الذهاب إلى الأعلى